ومن مواضيع الدكتورة نادين المفيدة، وهي قليلة! هذا الموضوع:
أنطون سعادة مجددا ومجددا..
من دفتر يوميات سعادة:
منذ عدة أيام وأخبار ثورة السوريين في فلسطين على اليهود الدخلاء تملأ الصحف. وقد أثر في كثيرا إرسال بريطانية مراكبها الحربية حاملة جحافل بريطانية جديدة إلى فلسطين للدفاع عن اليهود، الأمر الذي كان من ورائه سقوط عدد وفير من السوريين قتلى، واضطرار القائمين بالحركة الشعبية الوطنية إلى الإخلاء إلى السكينة.
بيد أن ما ساءني أكثر من كل ما تقدم، بقاء الجالية السورية هنا جامدة لا ينبض لها عرق ولا يختلج لها عضو، كأن ما هو جار ليس في بلاد رأت هي فيها نور الحياة، ولا يهمهم أمة تنتمي هي إليها.
وكل ما قامت به جمعية الرابطة الوطنية السورية بهذه المناسبة لم يتعد حد صغار الشؤون التي لم يكن ولا يمكن أن يكون من ورائها ما يمكن أن يرجح، أو على الأقل أن يوازي الإذاعة لمصلحة اليهود في الصحف البرازيلية.
ومع ذلك أراني مضطرا إلى كتمان آلام نفسي أمام أبناء جنسي لأنهم يسخرون من هذه العواطف، ولا يخجلون من العار الذي يلحقهم! 29 أيلول 1929 كتاب مفتوح من سعادة إلى لويد جورج إنني أتجرأ بأن أوجه إليكم يا سيدي، هذا الجواب المفتوح، بالبساطة والصراحة اللتين تمتاز بهما أمتي السيئة الطالع، لأن لخطابكم التاريخي الذي ألقيتموه في المأدبة التي أقامتها لكم الجمعية الصهيونية في لندن، علاقة مباشرة بمصير أمتي، الأمة التي وضعت حجر الزاوية في بناء التمدن، الأمة التي فعلت