وكتب العاملي بتاريخ 27 - 02 - 2000، موضوعا بعنوان:
الديانة الحامضة..
أيهما أسوأ.. التدين الحامض، أو التقصير في التدين؟
كنت أقارن بين عناصرهما ونماذجهما، فلم أدر أيهما أسوأ!
من قصص الديانة الحامضة: أن أحد العوام (المتحضين في العامية) صار متدينا داعية للدين حريصا على اغتنام كل مناسبة لهداية الناس إلى الدين كما يفهمه!
كان يعيش في المدينة، فجاءه خبر موت أبيه في القرية.. فذهب لحضور جنازة أبيه، ولما دخل إلى البيت وجد الناس مجتمعين حول جنازته يقرؤون القرآن، ففكر أنها فرصة لموعظتهم! فسلم عليهم بوقار، وتقدم إلى جنازة أبيه وكشف الغطاء عن وجهه وقال: هذه آخرتك يا بن آدم، وأنت تحرص على الدنيا.. تف عليك! وتفل على وجه أبيه!!
ومن قصص الديانة الحلوة: أني قلت لأحد العلماء الأتقياء يوما: أعتقد أنك لو أمرت فلانا من أرحامك بعمل كذا، لأنحلت المسألة.
فقال: آمره؟! وهل أنا نبي أو وصي حتى آمر أحدا؟!
سألته: وهل لا تأمر أحدا أبدا؟!
قال: كلا، لا آمر ولا أنهى ولا أتراس على أحد، بل أقول للناس أو لأسرتي: رأيي كذا، أو أبين له الحكم الشرعي، وهو يختار.. أنا أفر من الأمر والنهي، ومن الترؤس على أي مخلوق، منذ قرأت عن خطر ذلك على دين الإنسان!!
ألفتني هذا الخلق وهذه (الديمقراطية الدينية)، فتتبعت تطبيقه له فرأيت أنه يتعامل بهذا الأسلوب الرفيع مع عائلته ومع الناس!
فاتقوا الله أيها المتعطشون للترؤس على الناس وأمرهم ونهيهم.. وتكفيرهم!