لكن مشكلتك يا أخ غربي متقدمة رتبة على هذا النقاش، فأبدأ من فضلك بتعريف العقل وبيان قدراته على الإدراك والحكم، وما الذي يكون منها حجة في رأيك، ثم ننتقل إلى الوحي والنص لنعرف مدى حجيته.. وأرجو أن تبقى عقلانيا وتكتب بجدية كما كتبت الآن، فهذا هو المنهج العلمي السليم.
وأول سؤال يجب أن تجيب عنه: هل يملك الإنسان بتكوينه يقينيات فطرية هي رأس ماله للمعرفة، كقانون أن الكل أكبر من الجزء، وقانون العلية، وقانون عدم اجتماع النقيضين، ومثالها أن الطفل عندما تأخذ من يده شيئا لا يبحث عنه في يده، لأنه يعلم بفطرته أن أخذك له علة لعدم بقائه في يده، وأنه لا يمكن أن يكون غير موجود فيها وموجودا في آن واحد، لأنه تناقض.
فهل تعترف بهذه اليقينيات أو البديهيات المذخورة في العقل البشري أم لا؟
إن اعترفت بها، فيجب أن تأخذها في اعتبار البحث وتنطلق منها دائما.
وإلا حكمت على عقلك بالشلل، ولم تستطع التقدم في المعرفة ولا خطوة.
قال العاملي: وذهب صاحبنا ولم يعقب!
* *