ملكهم، قاموا باضطهادهم وسجنهم وقتلهم، حتى قال الشاعر:
والله ما فعلت أمية فيهم * معشار ما فعلت بنو العباس!
وفي عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 90: (حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله جميعا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن يقطين، عن أخيه الحسين، عن أبيه علي بن يقطين قال: استدعى الرشيد رجلا يبطل به أمر أبي الحسن موسى بن جعفر صلى الله عليه وآله ويقطعه ويخجله في المسجد، فانتدب رجل معزم فلما أحضرت المائدة عمل ناموسا على الخبز فكان كلما رام أبو الحسن عليه السلام تناول رغيف من الخبز طار من بين يديه! واستفز من هارون الفرح والضحك لذلك! فلم يلبث أبو الحسن عليه السلام أن رفع رأسه إلى أسد مصور على بعض الستور فقال له: يا أسد خذ عدو الله! قال: فوثبت تلك الصورة كأعظم ما يكون من السباع فافترست ذلك المعزم! فخر هارون وندماؤه على وجوههم مغشيا عليهم، فطارت عقولهم خوفا من هول ما رأوه! فلما أفاقوا من ذلك قال هارون لأبي الحسن عليه السلام: سألتك بحقي عليك لما سألت الصورة أن ترد الرجل. فقال: إن كانت عصا موسى ردت ما ابتلعته من حبال القوم وعصيهم فإن هذه الصورة ترد ما ابتلعته من هذا الرجل! فكان ذلك أعمل الأشياء في آفاته نفسه). انتهى.
وفي الخرائج والجرائح: 1 / 400: (ومنها ما روى أبو القاسم بن أبي القاسم البغدادي عن زرافة صاحب المتوكل أنه قال: وقع رجل مشعبذ من ناحية الهند إلى المتوكل يلعب لعب الحقة، ولم ير مثله، وكان المتوكل لعابا، فأراد أن يخجل علي بن محمد بن الرضا فقال لذلك الرجل: إن أنت أخجلته أعطيتك ألف دينار زكية. قال: تقدم بأن يخبز رقاق خفاف واجعلها على المائدة، وأقعدني إلى جنبه. ففعل وأحضر علي بن محمد عليه السلام للطعام وجعلت له مسورة عن يساره كان عليها صورة أسد وجلس اللاعب إلى جانب المسورة، فمد علي بن محمد يده إلى رقاقة فطيرها ذلك الرجل في الهواء، ومد يده إلى أخرى فطيرها، فتضاحك الجميع. فضرب علي بن محمد عليه السلام يده إلى تلك الصورة التي في