من أصحاب الكاظم والرضا والهادي عليهم السلام.
وقد رجح النمازي رحمه الله في مستدركاته: 4 / 146، أن يكون سليمان المروزي هذا هو الذي روى عنه البخاري والنسائي، وهو ترجيح قوي، فقد قال ابن ماكولا الكلبايكاني في إكمال الكمال: 4 / 458: (سلمويه: جماعة أشهرهم أبو صالح سليمان بن صالح المروزي صاحب ابن المبارك، وسليمان بن صدقة التميمي، وسلمة بن نجم البخاري النحوي) وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: 9 / 433: (161 - سلمويه (خ، س) الحافظ المعمر، أبو صالح، سليمان بن صالح الليثي، مولاهم المروزي، صاحب ابن المبارك. عنه: ابن راهويه، وأحمد بن شبويه وعدة. يقال: عاش مئة سنة). انتهى.
وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب: 4 / 174: إن عمره جاوز المئة وتوفي قبل سنة 210. انتهى. ومواصفاته تقبل الانطباق على صاحب المناظرة.
أما عمران الصابي، فلم أجد له إلا ترجمات مقتضبة لم تذكر اسم أبيه. وقد عرف بلقب (الصابي) جماعة، أقدم من وجدت منهم حنين بن إسحاق العبادي الصابي الطبيب المشهور، توفي سنة 260، ويحتمل أن تكون له علاقة بعمران الصابي.
ومنهم ثابت بن قرة الصابي الفلكي توفي سنة 288، وكان مقربا عند الخليفة المعتضد، ونقل كتبا عن اليونانية، وألف في إثبات عقيدة الصابئة بحياة الأفلاك، ورد عليه متكلم الشيعة في وقته الحسن بن موسى النوبختي وألف كتبا في رد الفلاسفة، منها كتاب الرد على ثابت بن قرة. (رجال النجاشي ص 63). ومنهم أبو إسحاق الصابي إبراهيم بن هلال الأديب، الذي رثاه الشريف الرضي رحمه الله، وقد توفي هذا الصابي سنة 283.
* * (5) وردت هذه الكرامة للإمام الكاظم عليه السلام مع الرشيد، وللإمام الهادي عليه السلام مع المتوكل أيضا. ويلاحظ الباحث أن الحجة على الخلفاء العباسيين تامة كاملة، فهم من السفاح والمنصور إلى المتوكل والمعتز، كانوا يعرفون مقام الأئمة عليهم السلام معرفة جيدة، وأنهم محدثون من ربهم، وأن عندهم علم جدهم المصطفى صلى الله عليه وآله! لكنهم بسبب خوفهم الوهمي على