فقال: قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه ولم يسأل المدعي البينة على ذلك، ولم يقبل على المدعى عليه فيقول له: ما تقول؟ فكان هذا خطيئة رسم الحكم لا ما ذهبتم إليه! ألا تسمع الله عز وجل يقول: يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله (سورة ص: 26).
فقال: يا بن رسول الله فما قصته مع أوريا؟
فقال الرضا عليه السلام: إن المرأة في أيام داود عليه السلام كانت إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوج بعده أبدا، وأول من أباح الله له أن يتزوج بامرأة قتل بعلها كان داود عليه السلام فتزوج بامرأة أوريا لما قتل وانقضت عدتها منه، فذلك الذي شق على الناس من قبل أوريا.
وأما محمد صلى الله عليه وآله وقول الله عز وجل: وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه (سورة الأحزاب: 37) فإن الله عز وجل عرف نبيه صلى الله عليه وآله أسماء أزواجه في دار الدنيا وأسماء أزواجه في دار الآخرة وأنهن أمهات المؤمنين، وإحداهن من سمى له زينب بنت جحش، وهي يومئذ تحت زيد بن حارثة، فأخفى اسمها في نفسه ولم يبده لكيلا يقول أحد من المنافقين إنه قال في امرأة في بيت رجل إنها إحدى أزواجه من أمهات المؤمنين، وخشي قول المنافقين، فقال الله عز وجل: (وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه)، يعني في نفسك. وإن الله عز وجل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلا تزويج حواء من آدم عليه السلام وزينب من رسول الله صلى الله عليه وآله بقوله: فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرا وكان أمر الله مفعولا (سورة الأحزاب: 37)، وفاطمة من علي صلى الله عليه وآله.
قال: فبكى علي بن محمد بن الجهم وقال: يا بن رسول الله: أنا تائب إلى الله عز وجل من أن أنطق في أنبياء الله عليهم السلام بعد يومي إلا بما ذكرته). انتهى.
وفي عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 159: (باب في ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع سليمان المروزي متكلم خراسان عند المأمون في التوحيد:
حدثنا أبو محمد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه رضي الله عنه قال: حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن علي بن صدقة القمي قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن عمرو بن عبد