ويناسب هنا أن نورد مقطوعتين من مناظرات ذلك المجلس، روتهما مصادر عديدة، وكذلك مناظرة الإمام عليه السلام في البداء والإرادة مع سليمان المروزي متكلم خراسان في عصره، ننقل ذلك من كتاب عيون أخبار الرضا عليه السلام للصدوق أعلى الله مقامه:
* * قال في عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 170:
(باب ذكر مجلس آخر للرضا عليه السلام عند المأمون مع أهل الملل والمقالات، وما أجاب به علي بن محمد بن الجهم في عصمة الأنبياء سلام الله عليهم أجمعين:
حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب، وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال: حدثنا القاسم بن محمد البرمكي قال: حدثنا أبو الصلت الهروي قال: لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا عليه السلام أهل المقالات من أهل الاسلام والديانات من اليهود والنصارى والمجوس والصابئين وسائر المقالات، فلم يقم أحد إلا وقد ألزمه حجته كأنه ألقم حجرا، قام إليه علي بن محمد بن الجهم فقال له: يا بن رسول الله أتقول بعصمه الأنبياء عليهم السلام؟ قال عليه السلام: نعم.
قال: فما تعمل في قول الله عز وجل: وعصى آدم ربه فغوى (سورة طه: 121) وفي قوله عز وجل: وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه (سورة الأنبياء: 87) وفي قوله عز وجل في يوسف عليه السلام: ولقد همت به وهم بها (سورة يوسف: 24) وفي قوله عز وجل في داود: قال لقد ظلمك بسؤال نعجتك إلى نعاجه وإن كثيرا من الخلطاء ليبغي بعضهم على بعض إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم وظن داود أنما فتناه (سورة ص: 24) وقوله تعالى في نبيه محمد صلى الله عليه وآله: وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه (سورة الأحزاب: 37) فقال الرضا عليه السلام: ويحك يا علي إتق الله ولا تنسب إلى أنبياء الله عليهم السلام الفواحش، ولا تتأول كتاب الله برأيك، فإن الله عز وجل قد قال: وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم (سورة آل عمران: 7) وأما قوله عز وجل في آدم: وعصى آدم ربه فغوى (سورة طه: 121) فإن الله عز وجل خلق آدم حجة في أرضه وخليفة في بلاده، لم يخلقه للجنة. وكانت المعصية من