الحق المبين في معرفة المعصومين (ع) - الشيخ علي الكوراني العاملي - الصفحة ٤٥٥
أخبرنا أبو محمد الحسن بن محمد بن علي بن صدقه القمي قال: حدثنا أبو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الأنصاري الكجي قال: حدثني من سمع الحسن بن محمد النوفلي ثم الهاشمي يقول: لما قدم علي بن موسى الرضا عليه السلام على المأمون أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق (رئيس الأساقفة) ورأس الجالوت (عالم من اليهود) ورؤساء الصابئين والهربذ الأكبر (الهرابذة خدم نار المجوس وقيل عظماء الهنود) وأصحاب زردهشت (زرادشت) ونسطاس الرومي (بالرومية عالم بالطب) والمتكلمين (تشمل الفلاسفة وعلماء المذاهب الإسلامية) ليسمع كلامه وكلامهم، فجمعهم الفضل بن سهل، ثم أعلم المأمون باجتماعهم فقال: أدخلهم علي ففعل، فرحب بهم المأمون ثم قال لهم: إني إنما جمعتكم لخير وأحببت أن تناظروا ابن عمي هذا المدني القادم علي، فإذا كان بكرة فاغدوا ولا يتخلف منكم أحد، فقالوا: السمع والطاعة يا أمير المؤمنين نحن مبكرون إن شاء الله.
قال الحسن بن محمد النوفلي: فبينا نحن في حديث لنا عند أبي الحسن الرضا عليه السلام إذ دخل علينا ياسر الخادم (خادم للمأمون برتبة وزير) وكان يتولى أمر أبي الحسن عليه السلام فقال له: يا سيدي إن أمير المؤمنين يقرؤك السلام ويقول: فداك أخوك إنه جمع الي أصحاب المقالات وأهل الأديان والمتكلمون من جميع الملل، فرأيك في البكور إلينا إن أحببت كلامهم، وإن كرهت ذلك فلا تتجشم، وإن أحببت أن نصير إليك خف ذلك علينا. فقال أبو الحسن: أبلغه السلام وقل له: قد علمت ما أردت وأنا صائر إليك بكرة إن شاء الله.
قال الحسن بن النوفلي: فلما مضى ياسر التفت إلينا ثم قال لي: يا نوفلي أنت عراقي ورقة العراقي غير غليظة، فما عندك في جمع ابن عمك علينا أهل الشرك وأصحاب المقالات؟! فقلت: جعلت فداك يريد الامتحان ويحب أن يعرف ما عندك؟ ولقد بني على أساس غير وثيق البنيان، وبئس والله ما بنى!
فقال لي: وما بناؤه في هذا الباب؟ قلت: إن أصحاب الكلام والبدعة خلاف العلماء، وذلك أن العالم لا ينكر غير المنكر، وأصحاب المقالات والمتكلمون وأهل الشرك أصحاب إنكار ومباهتة، إن احتججت عليهم بأن الله واحد قالوا صحح وحدانيته! وإن قلت إن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله قالوا أثبت رسالته! ثم يباهتونه وهو يبطل عليهم بحجته،
(٤٥٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 450 451 452 453 454 455 456 457 458 459 460 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة 3
2 المرجع الخراساني وفهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 3
3 الاتجاهات المعاصرة في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 11
4 1 - الاتجاه السني في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 11
5 2 - الاتجاه الزيدي في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 13
6 3 - الاتجاه الإسماعيلي في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 13
7 4 - الاتجاه الشيعي في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 14
8 5 - الاتجاه الشيعي التركيبي أو الإلتقاطي في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله 16
9 معايشتي لتأثير الموجة الشيوعية على العراق في ولادة الفهم الإلتقاطي 19
10 أهم الاتجاهات التي تبلورت أو تكونت بسبب الهزة الشيوعية 25
11 مسائل تتعلق بالفهم الإلتقاطي للتشيع 34
12 المسألة الأولى: النظرة الخاطئة إلى التاريخ الاسلامي 34
13 المسألة الثانية: الفهم الخاطئ للوحدة الاسلامية 47
14 المسألة الثالثة: تعويم الإجتهاد، وتعويم المرجعية 53
15 المسألة الرابعة: تكبير مشكلة الغلو وتصغير مشكلة التقصير 60
16 المسألة الخامسة: التنقيص من مقام المعصوم عليه السلام 63
17 المسألة السادسة: نظرتهم الخاطئة إلى زيارة الأئمة عليهم السلام ومراسم عاشوراء 67
18 المسألة السابعة: مرض الآحادية، والجرأة على مقام المراجع والعلماء 70
19 المسألة الثامنة: النزعة المادية والضيق بالغيبيات 73
20 المسألة التاسعة: من ظواهر الاتجاه الإلتقاطي وصفات أصحابه 76
21 الفصل الأول: ما هو القرآن؟ 79
22 لقد تجلى الله لخلقه بكلامه ولكنهم لا يبصرون! 81
23 الفصل الثاني: في مقام النبي صلى الله عليه وآله 91
24 من هو النبي صلى الله عليه وآله وما حققه للبشرية 93
25 الفصل الثالث: مقام أمير المؤمنين عليه السلام 105
26 في عصمة أمير المؤمنين عليه السلام 107
27 تفسير: أكملت لكم دينكم 118
28 مولد أمير المؤمنين عليه السلام 131
29 في علي عليه السلام سنن الأنبياء عليهم السلام 141
30 في علم أمير المؤمنين عليه السلام 150
31 أنت أحسن الخلق عبادة 161
32 الفصل الرابع: مسؤولية العلماء والخطباء في التبليغ 179
33 زاد المسافر: الكتاب والسنة 181
34 الكافلون لأيتام آل محمد صلى الله عليه وآله 189
35 مسؤولية علماء الشيعة في حراسة العقائد 194
36 فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين 204
37 إن للحسين عليه السلام درجة لا ينالها أحد! 214
38 الفصل الخامس: في مقام الصديقة الكبرى الزهراء عليها السلام 225
39 وجوب الجهر بظلامة الزهراء عليها السلام 227
40 عصمة الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام 249
41 فاطمة الزهراء عليها السلام حوراء إنسية.. 259
42 إن الرب يغضب لغضب فاطمة ويرضى لرضاها 270
43 ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا 281
44 النبي يباهل النصارى بآله أفضل الخلق صلى الله عليه وآله 291
45 ولأي الأمور تدفن سرا..؟ 299
46 نحن بحاجة إلى الفقاهة لا إلى السفاهة! 307
47 الفصل السادس: في مقام الإمام الحسين عليه السلام وعظمة عاشوراء 315
48 مسؤولية المبلغ.. وعظمة عاشوراء 317
49 حسين مني وأنا من حسين 333
50 الإمام الحسين عليه السلام فوق الوصف والتعريف 350
51 حديث اللوح الذي أهداه الله تعالى إلى فاطمة عليها السلام 362
52 الخيار بين عاشوراء وعيد النوروز 377
53 الفصل السابع: جهاد الإمام الصادق عليه السلام وظلامته 387
54 صاحب منبر فقه أهل البيت عليهم السلام 389
55 الفصل الثامن: الإمام الكاظم عليه السلام 401
56 الإمام موسى بن جعفر ونبي الله موسى بن عمران عليهما السلام 403
57 الفصل التاسع: الإمام الرضا عليه السلام والإمامة الربانية 411
58 معنى مصطلح الإمام عليه السلام 413
59 مناظرة الإمام الرضا عليه السلام مع علماء الأديان والمذاهب 434
60 الإمام الرضا عليه السلام سراج الله في خلقه 489
61 الفصل العاشر: من أنوار الإمام المهدي صلوات الله عليه 497
62 من هو الإمام صاحب الزمان عليه السلام؟ 499
63 معرفة الإمام المهدي عليه السلام بالنورانية 507
64 كيف يستحق الإمام مقام الإمامة؟ 524
65 مولد الإمام المهدي عليه السلام 542
66 وأشرقت الأرض بنور الإمام المهدي عليه السلام 556
67 الإمام المهدي عليه السلام في حديث اللوح 585
68 شمس النبي صلى الله عليه وآله تتجلى بالإمام المهدي عليه السلام 596
69 أصحاب الإمام المهدي عليه السلام إخوان للنبي صلى الله عليه وآله 608
70 الإمام المهدي عليه السلام باب الله الذي لا يؤتى إلا منه 620
71 الحكمة: طاعة الله ومعرفة الإمام عليه السلام 629
72 الإمام المهدي عليه السلام عين الحياة 638