وقال في الأئمة من أهل بيت نبيه وعترته وذريته صلوات الله عليهم: أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وآتيناهم ملكا عظيما. فمنهم من آمن به ومنهم من صد عنه وكفى بجهنم سعيرا (النساء: 54 - 55) وإن العبد إذا اختاره الله عز وجل لأمور عباده، شرح صدره لذلك، وأودع قلبه ينابيع الحكمة، وألهمه العلم إلهاما، فلم يعي بعده بجواب، ولا يحيد فيه عن الصواب، فهو معصوم مؤيد، موفق مسدد، قد أمن من الخطايا والزلل والعثار، يخصه الله بذلك ليكون حجته على عباده، وشاهده على خلقه، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم (الحديد: 21) فهل يقدرون على مثل هذا فيختارونه، أو يكون مختارهم بهذه الصفة فيقدمونه؟! تعدوا - وبيت الله - الحق، ونبذوا كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون (البقرة: 101) وفي كتاب الله الهدى والشفاء، فنبذوه واتبعوا أهواءهم، فذمهم الله ومقتهم وأتعسهم فقال جل وتعالى: ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين (القصص: 50) وقال: فتعسا لهم وأضل أعمالهم (محمد: 8) وقال: كبر مقتا عند الله وعند الذين آمنوا كذلك يطبع الله على كل قلب متكبر جبار (غافر: 35) ورواه الصدوق قدس سره في عيون أخبار الرضا عليه السلام: 2 / 195، قال: (حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني رضي الله عنه قال: حدثنا أبو أحمد القاسم بن محمد بن على الهاروني قال: حدثني أبو حامد عمران بن موسى بن إبراهيم عن الحسن بن القاسم الرقام قال: حدثني القاسم بن مسلم عن أخيه عبد العزيز بن مسلم قال: كنا في أيام علي بن موسى الرضا عليهم السلام بمرو فاجتمعنا في مسجد جامعها في يوم الجمعة في بدء مقدمنا، فأدار الناس أمر الإمامة، وذكروا كثرة اختلاف الناس فيها، فدخلت على سيدي ومولاي الرضا عليه السلام فأعلمته ما خاض الناس فيه والحديث..) وروى في الكافي: 1 / 203، خطبة عظيمة للإمام الصادق عليه السلام في موسم الحج في حياة أبيه الإمام الباقر عليه السلام بين فيها مكانة الأئمة عليهم السلام ويعرف الإمام للأمة، يناسب أن نوردها هنا،
(٤٢٦)