كل عمره! وتكلم بما يملك من تعمق وتفنن في مبدأ الوجود وفي أفعال الله تعالى من المبدأ إلى المنتهى، وطرح إشكالاته وأسئلته، وأخذ الإمام عليه السلام يفندها ويجيبه عليها، حتى وصل عمران إلى سؤال مفصلي، وما أن أجابه الإمام عليه السلام بعلمه الرباني حتى خر عمران أرضا وهو يعلن أمام أربعة آلاف حاضر: أشهد أن لا إله إلا الله.. أشهد أن لا إله إلا الله!
لقد ختم المجلس بعد الظهر بإسلام عمران الصابي، ورأى النوفلي والجميع أن الإمام عليه السلام هو المعني بالنص والمعجزة التي تصدق كلامه! (4) لقد رأى المأمون والمسلمون من الإمام الرضا عليه السلام آيات في العلم وفي استجابة الدعوة! لكن المأمون عفريت متكبر وقد قال الله تعالى: قل انظروا ماذا في السماوات والأرض وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون (سورة يونس: 101) رأوها في قضايا صغيرة وكبيرة، وظهرت للعيان الحجج الرضوية من عالم آل محمد صلى الله عليه وآله، أمام نخبة العالم من شرقه وغربه.
ثم رأوها في صلاة الاستسقاء العجيبة وما تلاها مما هو أعجب!
قال الصدوق في عيون أخبار الرضا: 1 / 179: (باب استسقاء المأمون بالرضا عليه السلام وما أراه الله عز وجل من القدرة في الاستجابة له، وفي إهلاك من أنكر دلالته تلك: حدثنا أبو الحسن محمد بن القسم المفسر رضي الله عنه قال: حدثنا يوسف بن محمد بن زياد وعلي بن محمد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي العسكري، عن أبيه علي بن محمد، عن أبيه محمد بن علي صلى الله عليه وآله أن الرضا عليه السلام علي بن موسى لما جعله المأمون ولي عهده، احتبس المطر فجعل بعض حاشية المأمون والمتعصبين على الرضا يقولون أنظروا لما جاءنا علي بن موسى وصار ولي عهدنا فحبس الله عنا المطر! واتصل بالمأمون فاشتد