الله عز وجل على آدم عليه السلام أمر السماء فتفطرت بالغمام، ثم أمرها فأرخت عزاليها، ثم أمر الأرض فأنبتت الأشجار، وأثمرت الثمار، وتفهقت بالأنهار، فكان ذلك رتقها وهذا فتقها.
قال نافع: صدقت يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل: يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار. (سورة إبراهيم: 48) أي أرض تبدل يومئذ؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: أرض تبقى خبزة يأكلون منها حتى يفرغ الله عز وجل من الحساب! فقال نافع: إنهم عن الأكل لمشغولون؟ فقال أبو جعفر عليه السلام: أهم يومئذ أشغل أم إذ هم في النار؟ فقال نافع: بل إذ هم في النار. قال: فوالله ما شغلهم إذ دعوا بالطعام فأطعموا الزقوم، ودعوا بالشراب فسقوا الحميم!
قال: صدقت يا ابن رسول الله ولقد بقيت مسألة واحدة، قال: وما هي؟ قال: أخبرني عن الله تبارك وتعالى متى كان؟
قال: ويلك متى لم يكن حتى أخبرك متى كان؟! سبحان من لم يزل ولا يزال، فردا صمدا، لم يتخذ صاحبة ولا ولدا.
ثم قال: يا نافع أخبرني عما أسألك عنه، قال: وما هو؟ قال: ما تقول في أصحاب النهروان؟ فإن قلت: إن أمير المؤمنين قتلهم بحق فقد ارتددت، وإن قلت: إنه قتلهم باطلا فقد كفرت؟!
قال: فولى من عنده وهو يقول: أنت والله أعلم الناس حقا حقا!
فأتى هشاما فقال له: ما صنعت؟ قال: دعني من كلامك! هذا والله أعلم الناس حقا حقا وهو ابن رسول الله حقا، ويحق لأصحابه أن يتخذوه نبيا). انتهى.
وقد ذكر سيد قطب تفسير الآية بفتق الأرض عن السماء في عدة مواضع من تفسيره: قال في أحدها (ص 2376): (وقد يشير القرآن أحيانا إلى حقائق كونية