وكانت الأرض رتقا لا تنبت شيئا، فلما أن تاب الله عز وجل على آدم أمر السماء فتقطرت بالغمام، ثم أمرها فأرخت عزاليها، ثم أمر الأرض فأنبتت الأشجار وأثمرت الثمار وتفهقت بالأنهار، فكان ذلك رتقها، وهذا فتقها.
قرأت ذلك فقلت في نفسي: ما أغبانا! ركضنا وراء ثقافة الإخوان المسلمين وابتعدنا عن ثقافة أهل البيت الطاهرين عليهم السلام الذين عندهم علم الكتاب!
لقد مضى علينا سنين ونحن نأخذ بقول سيد قطب وأمثاله، ونفسر الآية في تدريسنا ومحاضراتنا بأن السماء والأرض كانتا قطعة واحدة، ففصلهما الله تعالى إلى أرض ونجوم وكواكب... الخ.
تأمل في الآية لتراها تنطق بصحة تفسير الإمام الباقر عليه السلام لأن المخاطب فيها الكفار لينظروا فصول السنة، وموضوع الآية نظام التبخير والإمطار، ولا علاقة له بفصل الأرض عن السماء، فانظر إلى قوله: ففتقناهما وجعلنا من الماء..!
وقد جاء كلام الإمام الباقر عليه السلام هذا ضمن هذه الرواية التي نوردها لفوائدها:
في الكافي: 8 / 120، عن أبي الربيع قال: حججنا مع أبي جعفر (الإمام الباقر عليه السلام) في السنة التي كان حج فيها هشام بن عبد الملك وكان معه نافع مولى عبد الله بن عمر بن الخطاب (من علماء النصارى وكان ناصبيا يميل الخوارج)، فنظر نافع إلى أبي جعفر في ركن البيت وقد اجتمع عليه الناس، فقال نافع: يا أمير المؤمنين من هذا الذي قد تداك عليه الناس؟!
فقال: هذا نبي أهل الكوفة، هذا محمد بن علي!
فقال: إشهد لآتينه فلأسألنه عن مسائل لا يجيبني فيها إلا نبي أو ابن نبي أو وصي نبي! قال: فاذهب إليه وسله لعلك تخجله!
فجاء نافع حتى اتكأ على الناس ثم أشرف على أبي جعفر عليه السلام فقال: يا