كان وما زال لتلك السنوات الأربع أوسع التأثير الفكري، على الحوزة العلمية والعمل الإسلامي، ليس في العراق فحسب، بل في امتدادات الحوزة حيثما يوجد شيعة في البلاد العربية وإيران والعالم!
وبذلك صح أن نسميها: سنوات الهزة، والتنظير، والتأسيس لأهم الاتجاهات الفكرية والسياسية الموجودة في حوزاتنا وعالمنا الشيعي إلى اليوم.
وما أسهل على من واكب تلك الفترة أن يعرف أصول أكثر الاتجاهات والأفكار، والكتب والمقالات، التي يراها اليوم في بيروت أو القطيف أو طهران أو كراتشي.. لأنها ليست إلا رشحا من تلك الينابيع التي نبعت وأخذت مجراها بعد الهزة الشيوعية، في آخر الخمسينات وأوائل الستينات!
فعلى صعيد المرجعية والحوزة ومشاريع تطوير هيكليتها ومناهجها، نجد أن الأفكار المطروحة كلها ترجع إلى الإتجاهين التقليدي والإصلاحي اللذين احتدم النقاش حولهما، وطرحت لهما المشاريع المتعددة في تلك السنوات.
وعلى صعيد فهم الإسلام والعمل الإسلامي، فالإتجاهات الثلاثة التقليدي، والحركي، والعصري.. ترجع إلى تلك الفترة أو تتغذى من فكرها ونتاجها!
لقد تجمعت الأسباب والعوامل يومها لتكوين تلك الاتجاهات في الفكر الشيعي والعمل الشيعي، وأهمها العوامل الأربعة التالية:
المحفز القوي الذي هو الموجة الشيوعية، والفراغ الديني، ووجود نابغين مؤسسين، ووجود نماذج تحتذى لهم من الفكر والأعمال والتنظيمات.
أما الاتجاهات التي تبلورت أو ولدت في تلك السنوات الأربع التاريخية، فهي:
1 - المرجعية التي تعتقد بوجوب الإنكماش الحضاري:
2 - المرجعية التي تعتقد بوجوب الإصلاح المطلبي: