جاءا لزيارتها، ما رواه ابن قتيبة وروته مصادرنا كما في البحار: 29 / 158، عن الإمام الصادق عليه السلام قال: (بينما أبو بكر وعمر عند فاطمة يعودانها، فقالت لهما: أسألكما بالله الذي لا إله إلا هو هل سمعتما رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من آذى فاطمة فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله؟ فقالا: اللهم نعم. قالت: فأشهد أنكما آذيتماني)!!
وقد اعترف البخاري أنها بقيت ستة أشهر بعد النبي صلى الله عليه وآله، وهي مغاضبة لأبي بكر! قال: (فغضبت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فهجرت أبا بكر فلم تزل مهاجرته حتى توفيت، وعاشت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ستة أشهر) (البخاري: 4 / 42).
وعندما حضرتها الوفاة أوصت إلى علي فقالت: (يا ابن عم ما أراني إلا لما بي، وأنا أوصيك أن تتزوج بنت أختي زينب تكون لولدي مثلي، وتتخذ لي نعشا فإني رأيت الملائكة يصفونه لي، وأن لا يشهد أحد من أعداء الله جنازتي ولا دفني ولا الصلاة علي!
قال ابن عباس: فقبضت فاطمة من يومها، فارتجت المدينة بالبكاء من الرجال والنساء، ودهش الناس كيوم قبض فيه رسول الله صلى الله عليه وآله. فأقبل أبو بكر وعمر يعزيان عليا ويقولان له: يا أبا الحسن لا تسبقنا بالصلاة على ابنة رسول الله.... فلما كان في الليل دعا علي العباس والفضل والمقداد وسلمان وأبا ذر وعمارا، فقدم العباس فصلى عليها ودفنوها.
فلما أصبح الناس أقبل أبو بكر وعمر والناس يريدون الصلاة على فاطمة عليها السلام فقال المقداد: قد دفنا فاطمة البارحة. فالتفت عمر إلى أبي بكر فقال: ألم أقل لك إنهم سيفعلون؟ قال العباس: إنها أوصت أن لا تصليا عليها! فقال عمر: والله لا تتركون يا بني هاشم حسدكم القديم لنا أبدا! إن هذه الضغائن التي في صدوركم لن تذهب، والله لقد هممت أن أنبشها فأصلي عليها! فقال علي: والله لو رمت ذلك يا بن صهاك