وقد يفرط بعضهم في التنازل عن ظلامة أهل البيت عليهم السلام فيعتبر أنها مسألة تاريخية لا يصح أن نهتم بها كثيرا، لأن الاهتمام بالقضايا العامة أولى منها!
الثالث: يشارك أصحاب هذا الاتجاه السنيين في نظرتهم إلى تاريخ الإسلام بشكل عام، ويرون أن الدعوة إلى إقامة النظام الإسلامي في عصرنا تعني الدعوة إلى إعادة ما يسمى أمجاد الحضارة الإسلامية، وأمجاد نظام حكم الخلافة الإسلامية في صدر الإسلام، وتطبيق ما يختاره الحاكم من فقه المذاهب الأربعة أو الخمسة.
كما أن نظرتهم إلى نظام الخلافة الذي أسسته بطون قريش في السقيفة، وما نتج عنه من صراع الخلفاء على الحكم، أقرب إلى نظرة السنيين. وإذا ذكرت أمامهم الجرائم التي ارتكبها الخلفاء مع أهل البيت عليهم السلام، فقد يقرون بهولها، لكنهم يريدون الإغماض عنها وترك مناقشتها!
والأمر الأسوأ في آرائهم أنهم يريدون من الشيعة أن يقدموا أهل البيت عليهم السلام إلى الأمة ويربوا أبناءهم على أنهم شخصيات قيادية ضمن المسار العام للأمة وكأن الأئمة عليهم السلام ارتضوا هذا المسار وعملوا في تقويته! مع أنهم أدانوا كل المسار، وحكموا بأنه انحراف عن الإسلام، وتعاملوا معه من باب الضرورة، لحفظ كيان الأمة، وما يمكن حفظه من الإسلام، وتثبيت خطه الصحيح!
الرابع: يتبنى بعض أصحاب هذا الاتجاه مفهوما خاطئا للوحدة الإسلامية، فيتصورون أنها تعني الوحدة الفكرية بين المسلمين على القواسم المشتركة بين المذاهب في العقيدة والفقه، وأنه يجب إهمال ما عدا المشتركات!
مع أن الوحدة بهذا المعنى هدف خيالي لا يمكن تحقيقه إلا بالتنازل عن