المظلم! وتجد الرجل لا يستطيع يعبر عما في قلبه بلسانه، وقلبه يزهر كما يزهر المصباح). (الكافي: 2 / 422) والحمد لله أن كثيرين عرفوا قيمة هذه الجواهر التي أفاضها شيخنا الأستاذ في مركز تدريسه العامر، قاعة المسجد الأعظم بقم المشرفة، خاصة فضلاء تلاميذه، الذين تخرج منهم على يده المئات وربما الألوف، وفيهم من هو بمستوى المرجعية والحمد لله.
وقد انتشرت أشرطة هذه الدروس بشكل واسع، لكني أردت أن أترجمها كاملة، وأستخرج مصادر أحاديثها ونصوصها، وأشرح بعض مواردها، وأقدمها إلى شيعة أهل البيت الطاهرين عليهم السلام بصيغة تضمن المحافظة على أفكارها، وتتميز بحرية التعبير وسلاسة الأسلوب وانسيابه..
فكان هذا الكتاب الذي أرجو أن يكون ذخرا ليوم حشري، وأن يكتبني الله تعالى به فيمن دافع عن التشيع الأصيل، في عصر كثرت فيه الكتابات عن أنواع من التشيع، منها الأصيل المشرق، ومنها البائس الهزيل، ومنها الإلتقاطي الهجين، ومنها التحريفي الممسوخ.
أسأله تعالى أن يجزي أستاذنا المرجع خير الجزاء بما أوضح من معالم ولاية أهل البيت الطاهرين عليهم السلام وعرف بمقاماتهم، ونصر قضيتهم، قضية الإسلام، وأن يكتب لي سهما في عمله، ويشمله وإياي بشفاعتهم عليهم السلام.
حرره بقم المشرفة، في الأول من صفر الخير 1424 علي الكوراني العاملي