ولا يهتمون بأكثر الأمور والقضايا التي يهتم بها الناس!
لكن يكفي أن تسأله مسألة تتعلق بالله تعالى أو بالنبي وآله الأطهار صلوات الله عليهم، حتى تعرف أن اهتمامه هنا، وليس هناك!
أو تسمع له محاضرة عنهم عليهم السلام لترى هذا الساكن الساكت عالما يموج بالإيمان، وقلبا نابضا بالأفراح والأحزان، وروحا مشرقة بنور النبي والزهراء والأئمة صلوات الله عليهم.
كنت نويت أن أكتب سيرته الذاتية حفظه الله في مقدمة هذا الكتاب، وطلبت منه أن يخصص وقتا للإجابة على أسئلتي التي أحتاجها لكتابة الموضوع، فأوعدني خيرا واستمهلني أن يكمل عملا بيده، فصبرت حتى أكمله، لكنه فكر فرأى سيرته الذاتية أمرا غير مهم فاعتذر عنها!
قالت له موازينه ومعادلاته إنها حديث عن الذات والذات غير مهمة، وإنما المهم الحديث.. عن النبي وآل النبي صلى الله عليه وآله.
ميزة هذا الكتاب وجدت في هذه الدروس ما أعتقده في فهم النبي وآله صلى الله عليه وآله، فهي بمادتها العلمية وتحليلها تؤصل للمنهج الصحيح في معرفتهم عليهم السلام، وبمادتها الولائية العملية تمثل أنشودتي التي أحب أملأ بها جنبات عقلي وروحي، وأحملها معي إلى قبري، وألاقي بها ربي عز وجل، وأشنف بها أسماع الموالين من إخواني الشيعة الذين يعرفون نبيهم صلى الله عليه وآله وأئمتهم عليهم السلام بهذا المنهج وهذا الفهم التقليدي الأصيل، ويعيشون به معهم في ليلهم ونهارهم، وتزهر به قلوبهم كالمصابيح، وإن لم يستطيعوا أن يعبروا عنه بشرح وبرهان!
فهؤلاء الموالون هم الذين وصفهم الإمام الصادق عليه السلام ووصف أضدادهم بقوله: (تجد الرجل لا يخطئ بلام ولا واو، خطيبا مصقعا، ولقلبه أشد ظلمة من الليل