سعة الصدر، ولسنا في مقهى. الدليل الوحيد الذي كان يناسب السؤال هو الحديث الأول الذي استنتجت فيه من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: والعهد قريب.. عدم جواز البكاء لمن طال به العهد؟ وتتوقف صحة الإستدلال فيه على حجية دليل الخطاب الذي ذكره علماء أصول الفقه؟ هل لك أن تحدد رأي علمائكم في هذه الدلالة؟ أم أن فهمك لعدم الجواز هو اجتهاد منك إذ لم تسمع في حياتك عن دليل الخطاب؟
في الضمن: لم تنقل نصا صريحا من أي واحد من علمائكم في عدم جواز البكاء على الميت مع بعد العهد؟ وهل أن المسألة اتفاقية بين أهل السنة؟ لأنه إن كانت محل خلاف عندكم، فما هو الوجه بلزوم التعبد برأي واحد من آراء أهل السنة؟ هذا الأصل أي عدم وجود الخلاف بينكم لابد من مراعاته في النقاش، إلا إذا جعلت تلك الطائفة من أهل السنة متساوية مع الشيعة في الأحكام التي سترتبها من كونهم ضالين أو مبدعين أو خارجين عن الإسلام؟ وكما يقولون: حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لا يجوز واحد.
وسؤال أخير: على فرض القبول بأن الدليل قائم على قرب العهد ما هو تحديد قرب العهد هل هو أسبوع أم شهر؟ وعلى هذا هل يجوز البكاء بعد سنة أو سنتين؟ وأعيد ترتيب الأسئلة حتى يكون جوابك واضحا عن كل نقطة:
1. هل اتفق علماؤكم على رأي واحد حول دلالة مفهوم دليل الخطاب؟
2. هل اتفق أهل السنة على عدم جواز البكاء على الميت مع بعد العهد؟
3. هل هناك تحديد شرعي لقرب العهد؟ فإن لم يكن هذا التحديد موجودا وقد أوكل ذلك للفهم العرف ي، فهل يعد البكاء بعد ثلاث سنوات مثلا من بعد العهد؟