* وروى أيضا: عن الربيع بنت معوذ قالت: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائما فليصم. قالت: فكنا نصومه بعد ونصوم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار.
ونلاحظ هنا أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بصيامه في المدينة، بل يبعث موفديه إلى قرى الأنصار البعيدة عن مركز المدينة ليحثهم على صيامه؟
* ثم روى بعد: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال ما هذا؟ قالوا هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله نبي إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى. قال: فأنا أحق بموسى منكم. فصامه وأمر بصيامه. قال شارحه: (يوم صالح: وقع فيه خير وصلاح. أحق بموسى: أولى بالفرح والابتهاج بنجاته).!!
* وروى: عن أبي موسى رضي الله عنه قال: كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فصوموه أنتم.
قال شارحه: فصوموه أنتم: معلنين أنكم تخالفونهم في اعتباره عيدا، لأنكم لا تصومون يوم العيد. ويتبين لنا أن النبي هنا لم يكن قد صام يوم عاشوراء باعتباره من أيام الجاهلية، بل صامه بناء على قول اليهود من أنه يوم صالح، وهو أحق بصيامه منهم ابتهاجا وسرورا! ولكن في الرواية الثانية يخالفهم بأنه ليس من الأعياد! بل يتبين لنا أن النبي لم يكن يصومه في الجاهلية كما هو حديث عائشة المتقدم، بل صامه لأن يهود المدينة صاموه.