ومن وجوه التبرك بيوم عاشوراء ذهابهم إلى استحباب الدعاء والمسألة فيه، ولأجل ذلك فقد افتروا مناقب وفضائل لهذا اليوم ضمن أدعية لفقوها فعلموها العصاة من الأمة، ليلتبس الأمر ويشتبه على الناس.
وهم يذكرون فيما يخطبون به في هذا اليوم في بلادهم شرفا ووسيلة لكل نبي من الأنبياء في هذا اليوم، كإخماد نار نمرود، وإقرار سفينة نوح على الجودي، وإغراق فرعون، وإنجاء عيسى عليه السلام من صليب اليهود.
كما روي الشيخ الصدوق عن جبلة المكية قولها: سمعت ميثما التمار قدس الله روحه يقول: والله لتقتل هذه الأمة ابن نبيها في المحرم لعشرة تمضي منه، وليتخذن أعداء الله ذلك اليوم بركة وإن ذلك لكائن، قد سبق في علم الله تعالى، أعلم ذلك بعهد عهده إلي مولاي أمير المؤمنين عليه السلام.. إلى أن قالت جبلة: فقلت: يا ميثم وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين يوم بركة؟ فبكى ميثم رضي الله عنه ثم قال: سيزعمون لحديث يضعونه أنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم وإنما تاب الله على آدم عليه السلام في ذي الحجة، ويزعمون أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من جوف الحوت وإنما كان ذلك في ذي القعدة، ويزعمون أنه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي وإنما استوت في العاشر من ذي الحجة، ويزعمون أنه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لموسى عليه السلام وإنما كان ذلك في ربيع الأول.
وحديث ميثم هذا كما رأيت قد صرح فيه تصريحا وأكد تأكيدا أن هذه الأحاديث مجعولة مفتراة على المعصومين عليهم السلام.