السلف، وفي هذا الجزء سنتعرض لتمحيص العقيدة السلفية في أثناء عرضنا لتفكير هؤلاء الذين نحلوا أنفسهم ذلك الاسم موازنين بين الاسم والحقيقة.
- وقال أبو زهرة في ج 1 ص 232:
وهكذا يثبتون كل ما جاء في القرآن أو السنة من أوصافه سبحانه أو شؤونه، فيثبتون له المحبة والغضب والسخط والرضا والنداء والكلام والنزول إلى الناس في ظلل الغمام، ويثبتون له الاستقرار على العرش والوجه واليد من غير تأويل ولا تفسير بغير الظاهر... فابن تيمية بهذا يرى أن مذهب السلف يثبت لله اليد من غير كيف ولا تشبيه، والوجه من غير كيف، والفوقية والنزول وغير ذلك من ظواهر النصوص القرآنية، ويقصد الظواهر الحرفية لا الظواهر ولو مجازية، وهو يعد ذلك المذهب ليس مجسما ولا معطلا ويقول في ذلك: (ومذهب السلف بين التعطيل والتمثيل فلا يمثلون صفات الله تعالى بصفات خلقه، كما لا يمثلون ذات بذوات خلقه، ولا ينفون عنه ما وصف به نفسه أو وصفه به رسوله، فيعطلوا أسماءه الحسنى وصفاته العليا ويحرفون الكلم عن مواضعه، ويلحدون في أسماء الله وآياته، وكل واحد من فريقي التعطيل والتمثيل جامع بين التعطيل والتمثيل). ويكرر هذا المعنى فيقول مؤكدا: إن الله ينزل ويكون في فوق وتحت من غير كيف، ليس في كتاب الله ولا في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من سلف الأمة ولا من الصحابة والتابعين ولا عن الأئمة الذين أدركوا زمن الأهواء والاختلاف، حرف واحد يخالف ذلك لا نصا ولا ظاهرا، ولم يقل أحد منهم إن الله ليس في السماء، ولا أنه ليس على العرش، ولا أنه في كل مكان ولا أن جميع الأمكنة بالنسبة إليه سواء، ولا أنه لا داخل العالم ولا خارجه ولا متصل ولا منفصل، ولا أنه لا تجوز الإشارة الحسية إليه بالأصابع ونحوها.