قال: جاء يهودي إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: يا أمير المؤمنين متى كان ربنا؟
قال: فقال له علي: إنما يقال: متى كان؟ لشئ لم يكن فكان، وربنا تبارك وتعالى هو كائن بلا كينونة كائن، كان بلا كيف يكون، كائن لم يزل بلا لم يزل، وبلا كيف يكون، كان لم يزل ليس له قبل، هو قبل القبل بلا قبل وبلا غاية ولا منتهى، غاية ولا غاية إليها، غاية انقطعت الغايات عنه، فهو غاية كل غاية.
أخبرني أبو العباس الفضل بن الفضل بن العباس الكندي فيما أجازه لي بهمدان سنة أربع وخمسين وثلاثمائة، قال: حدثنا محمد بن سهل يعني العطار البغدادي لفظا من كتابه سنة خمس وثلاثمائة، قال: حدثنا عبد الله بن محمد البلوي، قال: حدثني عمارة بن زيد، قال: حدثني عبد الله بن العلا، قال:
حدثني صالح بن سبيع، عن عمرو بن محمد بن صعصعة بن صوحان، قال:
حدثني أبي، عن أبي المعتمر مسلم بن أوس، قال: حضرت مجلس علي في جامع الكوفة، فقام إليه رجل مصفر اللون - كأنه من متهودة اليمن - فقال:
يا أمير المؤمنين صف لنا خالقك وانعته لنا كأنا نراه وننظر إليه، فسبح علي ربه وعظمه عز وجل وقال:
الحمد لله الذي هو أول بلا بد مما، ولا باطن فيما، ولا يزال مهما، ولا ممازج مع ما، ولا خيال وهما، ليس بشبح فيرى، ولا بجسم فيتجزى، ولا بذي غاية فيتناهى، ولا بمحدث فيبصر، ولا بمستتر فيكشف، ولا بذي حجب فيحوى. كان ولا أماكن تحمله أكنافها، ولا حملة ترفعه بقوتها، ولا كان بعد أن لم يكن، بل حارت الأوهام أن تكيف المكيف للأشياء ومن لم