(ثم كتب (العاملي) في اليوم نفسه القسم الثاني من عقيدة الشيعة، بعنوان: من اعتقادات الشيعة بالله تعالى من الآيات والأحاديث الشريفة وهذا بعض ما جاء فيه:
- قال الإمام زين العابدين عليه السلام في أدعيته المعروفة بالصحيفة السجادية، الدعاء الأول: الحمد لله الأول بلا أول كان قبله، والآخر بلا آخر يكون بعده، الذي قصرت عن رؤيته أبصار الناظرين، وعجزت عن نعته أوهام الواصفين، ابتدع بقدرته الخلق ابتداعا، واخترعهم على مشيته اختراعا.. ثم سلك بهم طريق إرادته، وبعثهم في سبيل محبته.. لا يملكون تأخيرا عما قدمهم إليه، ولا يستطيعون تقدما إلى ما أخرهم عنه، وجعل لكل روح منهم قوتا معلوما مقسوما من رزقه، لا ينقص من زاده ناقص، ولا يزيد من نقص منهم زائد.
ثم ضرب له في الحياة أجلا موقوتا، ونصب له أمدا محدودا، يتخطى إليه بأيام عمره، ويرهقه بأعوام دهره.. حتى إذا بلغ أقصى أثره، واستوعب حساب عمره، قبضه إلى ما ندبه إليه من موفور ثوابه، أو محذور عقابه.
ليجزي الذين أساؤوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى، عدلا منه تقدست أسماؤه، وتظاهرت آلاؤه، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون...
- وفي الصحيفة السجادية (الدعاء الثاني والثلاثون):
وكان من دعائه عليه السلام بعد الفراغ من صلاة الليل:
اللهم يا ذا الملك المتأبد بالخلود والسلطان، الممتنع بغير جنود ولا أعوان، والعز الباقي على مر الدهور وخوالي الأعوام، ومواضي الأزمان والأيام، عز سلطانك عزا لا حد له بأولية، ولا منتهى له بآخرية.. واستعلى ملكك علوا