معتدل، شاعره حماد، بوابه عمر بن الفرات، نقش خاتمه " نعم القادر الله "، معاصره المأمون والمعتصم.
ولد أبو جعفر محمد الجواد بالمدينة تاسع عشر شهر رمضان المعظم سنة خمس وتسعين ومائة من الهجرة.
قال صاحب كتاب مطالب السؤال في مناقب آل الرسول: هذا محمد أبو جعفر الثاني، فإنه قد تقدم في آبائه أبو جعفر محمد الباقرين علي، فجاء هذا باسمه وكنيته واسم أبيه فعرف بأبي جعفر الثاني، وإن كان صغير السن فهو كبير القدر رفيع الذكر، ومناقبه رضي الله عنه كثيرة.
نقل غير واحد أن والده عليا الرضا لما توفي وقدم المأمون بغداد بعد وفاته بسنة اتفق أن المأمون خرج يوما يصيد فاجتاز بطريق البلد وثم صبيان يلعبون ومحمد الجواد واقف عندهم، فلما أقبل المأمون فر الصبيان ووقف محمد وعمره إذ ذاك تسع سنين، فلما قرب منه الخليفة نظر إليه فألقى الله في قلبه حبه، فقال له: يا غلام ما منعك من الانصراف كأصحابك؟ فقال له محمد مسرعا: يا أمير المؤمنين لم يكن بالطريق ضيق فأوسعه لك، وليس لي جرم فأخشاك، والظن بك حسن أنك لا تضر من لا ذنب له. فأعجبه كلامه وحسن صورته فقال له: ما اسمك واسم أبيك؟ فقال: محمد بن علي الرضا. فترحم على أبيه وساق جواده إلى مقصده.
وكان معه بزاة الصيد، فلما بعد عن العمران أرسل بازا على دراجة، فغاب عنه ثم عاد من الجو وفي منقاره سمكة صغيرة فيها بقايا الحياة، فتعجب من ذلك غاية العجب ورجع فرأى الصبيان على حالهم ومحمد عندهم، ففروا إلا محمدا فدنا منه وقال له: يا محمد ما في يدي. فقال: يا أمير المؤمنين إن الله تعالى خلق في بحر قدرته سمكا صغارا تصيده بازات الملوك والخلفاء كي يختبر