وقبر بطوس يا لها من مصيبة * ألحت على الأحشاء بالزفرات إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الهم والكربات قال دعبل: ثم قرأت باقي القصيدة عنده، فلما انتهيت إلى قولي:
خروج إمام لا محالة واقع * يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعماء والنقمات بكى الرضا بكاء شديدا ثم قال: يا دعبل نطق روح القدس بلسانك، أتعرف من هذا الإمام؟ قلت: لا إلا أني سمعت خروج إمام منكم يملأ الأرض قسطا وعدلا. فقال: إن الإمام بعدي ابني محمد، وبعد محمد ابنه علي، وبعد علي ابنه الحسن، وبعد الحسن ابنه الحجة القائم، وهو المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما، وأما متى يقوم فأخبار عن الوقت، لقد حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
مثله كمثل الساعة لا تأتيكم إلا بغتة.
ومنهم العلامة أحمد بن أحمد الشهير بالصغير المصري الشافعي في " تحفة الراغب " (ص 19) ذكر بعض أبيات قصيدة دعبل وقال: إنها طويلة.
ومن جملة ما ذكره هذه:
ولولا الذي أرجوه في اليوم أوغد * لقطع قلبي بينهم قطعات خروج إمام لا محالة عادل * يقوم على اسم الله والبركات يميز فينا كل حق وباطل * ويجزي على النعمات والنقمات فيا نفس طيبي ثم يا نفس أبشري * فغير بعيد كلما هو آتي ولا تجزعي من مدة الجور واصبري * كأني بها قد آذنت بيتات