طبقات رواته من أئمة الحديث وأساتذته فقد بلغوا 360، وبلغ المؤلفون في حديث الغدير من السنة والشيعة 26 مؤلفا.
وقد اعتبر الشيعة حديث الغدير هذا نصا بخلافة علي بعد النبي، ومن هنا اهتموا به هذا الاهتمام البالغ، وأهل السنة يعترفون بصحة هذا الحديث، ويقولون بصدوره عن النبي، ولكنهم أولوا الولاء بالحب والاخلاص، لا بالحكم والسلطان، فحديث " من كنت مولاه فعلي مولاه " أشبه عندهم بحديث " يا علي لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق " وغيره من الأحاديث الدالة على مكانة أهل البيت وعلو شأنهم، والحب وعلو الشأن شئ، والنص على الخلافة شئ آخر.
وأجاب الشيعة عن ذلك بأن قول النبي أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، فمن كنت مولاه فعلي مولاه يدل بصراحة ووضوح على أن نفس ولاية النبي الدينية والدنيوية هي بعينها قد جعلها النبي لعلي بعده، إذ جلع عليا نظير نفسه في أنه أولى بهم من أنفسهم، ولا شئ سوى ذلك، ولو كان للفظ المولى ألف معنى ومعنى.
لفظ الشيعة:
وكما أثبت الشيعة من كتب السنة وأقوالهم أن النبي هو الذي بعث عقيدة التشيع ودعا إليها أثبتوا أيضا من طرق السنة أن النبي أول من أطلق لفظ الشيعة على من أحب عليا وتابعه، قال الشيخ محمد حسين المظفر في كتاب " تاريخ الشيعة " ص 5 طبع النجف:
جاء في كتاب الصواعق المحرقة لابن حجر وفي كتاب النهاية لابن الأثير.
إن النبي قال: يا علي إنك ستقدم على الله أنت وشيعتك راضين مرضيين.
وجاء في الدر المنثور للسيوطي أن النبي قال: إن هذا - وأشار إلى علي - وشيعته لهم فائزون يوم القيامة.
ثم قال صاحب " تاريخ الشيعة ": فكانت الدعوة إلى التشيع لعلي من محمد تمشي منه جنبا لجنب مع الدعوة إلى شهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وبهذا يتبين معنا أن المصدر الأول والأخير للشيعة والتشيع هو النبي دون سواه، فإن كان التشيع هو السبب لتمزيق المسلمين وتفريق كلمتهم كما زعم