الخلافة - " ما كنت لأخلع قميصا قمصنيه الله ". وقال أيضا: " لأن أقدم فتضرب عنقي أحب من أن أنزع سربالا سربلنيه الله ".
يجوز أن تكون الخلافة قميصا بل سربالا من الله لعثمان، ولا يجوز أن تكون حقا إلهيا لعلي. ثم أي فرق بين قول عثمان هذا، وقول الشيعة بأن الخلافة منصب إلهي أمرها بيد الله لا بيد الناس؟... ولماذا كان قول الشيعة نزعة أجنبية، وقول عثمان نزعة إسلامية؟...
من أدلة الشيعة:
استدل الشيعة على أن الخلافة تكون بالنص لا بالانتخاب بأدلة:
منها: أن الخليفة يحكم باسم الله لا باسم الشعب، فيجب والحال، أن يختار من الله بلسان نبيه، لا من الشعب بطريق الانتخاب.
ومنها: قوله تعالى في الآية 68 من سورة القصص: " وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ". فالله سبحانه حصر الاختيار به، ونفاه عن جميع الناس. (دلائل الصدق ج 3 ص 21 طبعة 1953).
ومنها: أن الأكثرية غير معصومة عن الخطأ، فمن الجائز أن تختار رجلا لا تتوافر فيه صفات الإمام من العلم والخلق، فتعم الفوضى والفساد. وقد نص القرآن على سقوط رأي الأكثرية في الآية 116 من سورة الأنعام: " وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله ". وفي الآية 106 من سورة المائدة:
" وأكثرهم لا يعقلون ". وفي الآية 71 من سورة المؤمنون: " وأكثرهم للحق كارهون ". وغيرها من الآيات (كتاب فدك للصدر ص 113 طبعة 1955.
و ج 4 من كتاب الميزان في تفسير القرآن للطباطبائي ص 109 طبعة سنة 1376 ه).
وجاء في الحديث النبوي أن محمدا (ص) يرى يوم القيامة أكثر أمته تدخل النار. وحين يسأل عن السبب يقال له: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى (كتاب الجمع بين الصحيحين. الحديث 267).
وأهل السنة الذين قالوا: إن الخليفة يكون بالانتخاب لا بالنص يعترفون بأن الأكثرية قد تخطئ، وتختار غير الكفوء، لكن بعضهم قال: إذا انحرف الخليفة، عزلناه، وأتينا بالأصلح... وأعلن أبو بكر من على المنبر قائلا: " إذا استقمت