شرفني بقتلهم، وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته. (1) ذكرت من حال هذه المرأة، الصالحة، حال أم وهب بن حباب (2) الكلبي يوم عاشوراء حين برز إلى ثلاثين ألفا فأحسن في الجلاد، وبالغ في الجهاد، وكانت معه امرأته ووالدته فرجع إليهما وقال:
يا أماه أرضيت أم لا؟
فقالت: يا بني ما رضيت حتى تقتل بين يدي الحسين عليه السلام.
وقالت امرأته: بالله عليك لا تفجعني بنفسك.
فقالت له أمه: يا بني أعزب عن قولها، وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت نبيك تنل شفاعة جده يوم القيامة.
فرجع ولم يزل يقاتل حتى قطعت يداه في سبيل الله تعالى، فأخذت امرأته عمودا وأقبلت نحوه وهي تقول: قاتل فداك أبي وأمي يا وهب دون الطيبين من حرم رسول الله صلى الله عليه وآله.
فقال لها: كيف كنت تنهيني عن القتال، والآن تأمرينني به؟