المجالس الفاخرة في مصائب العترة الطاهرة - السيد شرف الدين - الصفحة ٢٢٠
يا زهير إن أبا عبد الله الحسين عليه السلام بعثني إليك لتأتيه.
فطرح كل إنسان منا ما في يده حتى كأن على رؤوسنا الطير، فقالت له امرأته - وهي ديلم بنت عمر (1) -: سبحان الله أيبعث إليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه؟! فلو أتيته فسمعت من كلامه.
فمضى إليه زهير فما لبث أن جاء مستبشرا قد أشرق وجهه، فأمر بفسطاطه وثقله ورحله ومتاعه فحول إلى الحسين عليه السلام. ثم قال لامرأته:
أنت طالق، إلحقي بأهلك، فإني لا أحب أن يصيبك بسببي إلا خيرا، وقد عزمت على صحبة الحسين عليه السلام لأفديه بروحي، وأقيه بنفسي، ثم أعطاها ما لها وسلمها إلى بعض بني عمها ليوصلها إلى أهلها.
فقامت إليه وبكت وودعته وقالت: خسار الله لك، أسألك أن تذكرني في القيامة عند جد الحسين عليه السلام.
ثم قال لأصحابه: من أحب منكم أن يتبعني، وإلا فهو آخر العهد بي.
إني سأحدثكم حديثا: إنا غزونا البحر ففتح الله علينا، وأصبنا غنائم، فقال لنا سلمان الفارسي (2):

(١) أو ديلم بنت عمرو، وهي التي قالت لغلام لزهير بعد شهادته: انطلق فكفن مولاك، قال: فجئت فرأيت حسينا ملقى، فقلت: أكفن مولاي وأدع حسينا! فكفنت حسينا، ثم رجعت فقلت ذلك لها، فقالت:
أحسنت، وأعطتني كفنا آخر، وقالت: انطلق فكفن مولاك، ففعلت.
أنظر: أعلام النساء المؤمنات: ٣٤١، ترجمة الإمام الحسين من كتاب الطبقات، المطبوع في مجلة تراثنا، العدد ١٠ ص ١٩٠.
(٢) سلمان الفارسي: صحابي أشهر من أن يعرف، ومن الأربعة الذين أمر الله تعالى نبيه الكريم صلى الله عليه وآله بحبهم، وقال فيه صلى الله عليه وآله: (سلمان منا أهل البيت)، وحاله في الولاء لأمير المؤمنين عليه السلام مشهور. انظر: أسد الغابة ٢: ٤١٧.
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمة الناشر 5
2 ترجمة المؤلف 7
3 ولادته ونشأته 7
4 دراسته العلمية 7
5 عودته إلى جبل عامل 8
6 أسفاره 9
7 مؤلفاته 10
8 وفاته ومدفنه 12
9 عملنا في الكتاب 13
10 المقدمة الزاهرة لكتاب المجالس الفاخرة 17
11 مقدمة المؤلف 19
12 المطلب الأول: في البكاء 21
13 المطلب الثاني: في رثاء الميت بالقريض 33
14 المطلب الثالث: في تلاوة الأحاديث المشتملة على مناقب الميت ومصائبه 45
15 المطلب الرابع: في الجلوس حزنا على الموتى من أهل الحفائظ والأيادي المشكورة 48
16 المطلب الخامس: في الانفاق عن الميت في وجوه البر والاحسان 51
17 فصل 53
18 فصل 87
19 المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة 121
20 التعريف الكتاب 123
21 مقدمة الكتاب 127
22 المجلس الأول: في البكاء 128
23 المجلس الثاني: في الرثاء 138
24 المجلس الثالث: في تلاوة الأحاديث 149
25 المجلس الرابع: في الجلوس حزنا على الموتى 155
26 المجلس الخامس: في الانفاق صدقة عن الميت 161
27 * الفصل الأول فيما يتلى بتمامه صبيحة العاشر من المحرم، ويتلى مجالس متعددة في سائر أيام العشر، أو في باقي أيام السنة، فهو ليوم العاشر مجلس واحد، ولغيره اثنا عشر مجلسا 167
28 المجلس الأول 169
29 المجلس الثاني 176
30 المجلس الثالث 181
31 المجلس الرابع 185
32 المجلس الخامس 194
33 المجلس السادس 200
34 المجلس السابع 207
35 المجلس الثامن 212
36 المجلس التاسع 225
37 المجلس العاشر 230
38 المجلس الحادي عشر 234
39 المجلس الثاني عشر 240
40 الفصل الثاني في هدي النبي صلى الله عليه وآله وسيرته وذكر خصائصه المقدسة 251
41 المجلس الثالث عشر 253
42 المجلس الرابع عشر 259
43 المجلس الخامس عشر 263
44 المجلس السادس عشر 267
45 المجلس السابع عشر 272
46 المجلس الثامن عشر 277
47 المجلس التاسع عشر 280
48 المجلس العشرون 284
49 المجلس الحادي والعشرون 287
50 المجلس الثاني والعشرون 290
51 المجلس الثالث والعشرون 294
52 المجلس الرابع والعشرون 299
53 الفصل الثالث في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام ومواعظه وارشاداته 303
54 المجلس الخامس والعشرون 305
55 المجلس السادس والعشرون 313
56 المجلس السابع والعشرون 316
57 المجلس الثامن والعشرون 321
58 المجلس التاسع والعشرون 324
59 المجلس الثلاثون 327
60 المجلس الحادي والثلاثون 330
61 المجلس الثاني والثلاثون 333
62 المجلس الثالث والثلاثون 339
63 المجلس الرابع والثلاثون 342