وقلت له: بمن يعرض؟ فقال: بل يصرح، قلت: لو صرح لم أسألك، فضحك وقال:
بعلي بن أبي طالب (عليه السلام)، قلت: هذا الكلام كله لعلي يقوله؟ قال: نعم إنه الملك يا بني، قلت: فما مقالة الأنصار؟ قال: هتفوا بذكر علي (عليه السلام) فخاف من اضطراب الأمر عليهم، فنهاهم.
فسألته عن غريبه، فقال: أما الرعة بالتخفيف، أي: الاستماع والاصغاء.
والقالة: القول. وثعالة: اسم الثعلب علم غير مصروف، مثل ذؤالة للذئب.
وشهيده ذنبه، أي: لا شاهد له على ما يدعي إلا بعضه وجزء منه، وأصله مثل قالوا: إن الثعلب أراد أن يغري الأسد بالذئب، فقال: إنه قد أكل الشاة التي كنت قد أعددتها لنفسك، وكنت حاضرا قال: فمن يشهد لك بذلك؟ فرفع ذنبه وعليه دم، وكان الأسد قد افتقد الشاة، فقبل شهادته وقتل الذئب. ومرب: ملازم أرب بالمكان. وكروها جذعة: أعيدوها إلى الحال الأولى، يعني: الفتنة والهرج. وأم طحال: امرأة بغي في الجاهلية، ويضرب بها المثل فيقال: أزنا من أم طحال (1) انتهى.
وقال: ومن كتاب معاوية المشهور إلى علي (عليه السلام): وأعهدك أمس تحمل قعيدة بيتك ليلا على حمار، ويداك في يدي ابنيك الحسن والحسين، يوم بويع أبو بكر الصديق، فلم تدع أحدا من أهل بدر والسوابق إلا دعوتهم إلى نفسك، ومشيت إليهم بامرأتك، وأدليت إليهم بابنيك، واستنصرتهم على صاحب رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلم يجبك منهم إلا أربعة أو خمسة، ولعمري لو كنت محقا لأجابوك، ولكنك ادعيت باطلا، وقلت ما لا يعرف، ورمت ما لا يدرك، ومهما نسيت فلا أنسى قولك لأبي سفيان لما حركك وهيجك: لو وجدت أربعين ذوي عزم منهم لناهضت القوم، فما