الأنصاري، قال: كان النبي (صلى الله عليه وآله) بعرفات وأنا وعلي عنده، فأومأ النبي (صلى الله عليه وآله) إلى علي، فقال: يا علي ضع خمسك في خمسي، يعني: كفك في كفي. يا علي خلقت أنا وأنت من شجرة أنا أصلها وأنت فرعها، والحسن والحسين أغصانها، فمن تعلق بغصن من أغصانها دخل الجنة. يا علي لو أن أمتي صاموا حتى يكونوا كالحنايا، وصلوا حتى يكونوا كالأوتاد، ثم أبغضوك، لأكبهم الله على وجوههم في النار (1).
وعن الحافظ أبي نعيم في الجزء الأول من كتاب حلية الأولياء، بإسناده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من سره أن يحيا حياتي، ويموت مماتي، ويسكن جنة عدن التي غرسها الله، فليوال عليا من بعدي، وليوال وليه، وليقتد بالأئمة من بعدي، فإنهم عترتي، خلقوا من طينتي، رزقوا فهما وعلما، ويل للمكذبين بفضلهم من أمتي، القاطعين فيهم صلتي، لا أنالهم الله شفاعتي (2).
وعن الحافظ أبي نعيم في الجزء الأول من كتاب حلية الأولياء، يرفعه إلى أبي برزة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن الله تعالى عهد إلي في علي عهدا، فقلت: يا رب بينه لي، فقال: اسمع، فقلت: سمعت، فقال: إن عليا راية الهدى، وإمام أوليائي، ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبه أحبني، ومن أبغضه أبغضني، فبشره بذلك.
فجاء علي فبشرته بذلك، فقال: يا رسول الله أنا عبد الله وفي قبضته، فإن يعذبني فبذنبي، وإن يتم الذي بشرني فالله أولى بي، قال: قلت: اللهم أجل قلبه، واجعل ربيعه الإيمان، فقال الله تعالى: قد فعلت به ذلك، ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشئ لم يخص به أحدا من أصحابي، فقلت: يا رب أخي وصاحبي، فقال: