أرسله ليسا من ضروريات الدين حتى يظنوا كفر من أنكرهما وصيرورتهم بالانكار في حكم الكفار.
وهل يجوز عاقل أن يكون ما أخبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن الله تعالى أنك لا تدري ما أحدثوا بعدك وغيره مما اشتمل عليه الروايات إشارة إلى عدم المسارعة في إعطاء الزكاة بعد انتقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى روضة القدس قبل ظهور الأمر عليهم؟
هل بلغ هذا الأمر في الفظاظة إلى مرتبة يناسب أن يعبر عنه بعبارات منقولة؟
ولا أظن هذا الظن بأحد ممن اتصف بصفتي التميز والإنصاف.
وكذلك لا يصح أن تحمل على الخوارج منفردين ولا منضمين إلى أصحاب معاوية، لظهور لفظ " بعدك " في المقارنة، ودلالة السادسة على هلاك أكثر الصحابة وقلة الأصحاب فيهما، ودلالة السابعة والثامنة على استمرار الارتداد بعده، وحملهما على الاستمرار بعد حدوث الارتداد وإن كان بعد زمان طويل، في غاية البعد، ومع بعده تدفعه الرواية الأخيرة، والروايات الثلاث تدفع الاحتمال الأول أيضا واحتمال أصحاب الجمل منفردين ومنضمين.
ومما يؤيد اعتمادهم على حديث الكذابين، وتسميتهم إياه صحيحا، ما قال السيد الجليل سيد مصطفى في حاشية كتاب الرجال: نقل الشيخ عبد الحميد بن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة أن معاوية بذل لسمرة بن جندب مائة ألف درهم حتى يروي أن هذه الآية نزلت في علي (صلى الله عليه وآله) * (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد) * (1) وأن الآية الثانية نزلت في ابن ملجم وهي قوله * (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله والله رؤوف