هذا منه. وأيضا كان (عليه السلام) عالما بانتقال السلطنة إلى أولاد أبي سفيان ومروان وأولاده، وظاهر أن بتبعية الثلاثة وعداوة أهل البيت كانتا باعثتين على تجديد الظلم، وظاهر أن بقاء الظلم بعد ما استمر به الأزمان أهون وأسهل من تجدده بعد رفعه، وبالجملة بعد دلالة القاطع على الظلم معارضته بالفعل الذي يجري فيه الاحتمالان الغير المنافيين له لا وجه لها.
اعلم أن بعضهم قال: إن عدم رد أمير المؤمنين (عليه السلام) فدك إلى ورثة فاطمة (عليها السلام) يدل على عدم كونه شاهدا للنحلة، وإلا وجب الحكم بعلمه، وقد عرفت الجواب عنه.
ويدل على ظهور غضبها (عليها السلام) في انتزاع فدك وانتشاره بين الناس وظهور الرواية بينهم، رواية رواها السيد، وهي ما ذكره بقوله: قد روى محمد بن زكريا الغلابي، عن أبي المقدام هشام بن زياد مولى آل عثمان، قال: لما ولي عمر بن عبد العزيز، فرد فدك على ولد فاطمة (عليها السلام) وكتب إلى واليه على المدينة أبي بكر بن عمرو بن حزم يأمره بذلك، فكتب إليه: إن فاطمة قد ولدت في آل عثمان وآل فلان وآل فلان. فكتب إليه: أما بعد فإني لو كنت كتبت إليك آمرك أن تذبح شاة لسألتني جماء أو قرناء، أو كتبت إليك أن تذبح شاة لسألتني ما لونها، فإذا ورد عليك كتابي هذا فاقسمها بين ولد فاطمة من علي.
قال أبو المقدام: فنقمت بنو أمية ذلك على عمر بن عبد العزيز وعاتبوه فيه، وقالوا له، هجنت فعل الشيخين، وخرج إليه عمر بن عبس في جماعة من أهل الكوفة، فلما عاتبوه على فعله قال: إنكم جهلتم وعلمت، ونسيتم وذكرت، أن أبا بكر محمد بن عمر بن حزم حدثني عن أبيه، عن جده أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:
فاطمة بضعة مني يسخطني ما يسخطها ويرضيني ما أرضاها، وأن فدك كانت صافية على عهد أبي بكر وعمر، ثم صار أمرها إلى مروان، فوهبها لأبي عبد العزيز،