والضمائر المجرورة في قوله عليه السلام: " وأسعد من تعبد لك فيه " إلى آخر الدعاء راجعة إلى الهلال بمعنى الشهر، وليس كذلك المرفوع في طلع عليه، والمجرور في نظر إليه، ففي الكلام استخدام من قبيل قول البحتري (1) [40 /]:
فسقى الغضا والساكنية وإن هم * شبوه بين جوانحي وضلوعي (2) ولعله لا يقدح في تحقق الاستخدام كون إطلاق الهلال على الشهر مجازا لتصريح بعض المحققين من أهل الفن بعدم الفرق بين كون المعنيين في الاستخدام حقيقيين أو مجازيين أو مختلفين، وأن قصره بعضهم على الحقيقيين، على أن كون الإطلاق المذكور مجازا محل كلام.
وتعبيره عليه السلام عن اقتراف المعصية بالمباشرة استعارة مصرحة، فإن حقيقة المباشرة إلصاق البشرة بالبشرة.
والإضافة في " جنن العافية " من قبيل لجين الماء، ويجوز جعله استعارة بالكناية مع الترشيح.