قصد التمليك فيها عن قصده، وإن لم تكن بيعا " كانت معاوضة مستقلة قهرا " من غير مدخلية للقصد فيها، فلا يكون قصد نقل البيع قسما " منها فتأمل.
مضافا إلى ما يمكن أن يقال: إن الملكية وإن اختلفت بالنوع إما بحسب اختلاف متعلقها من العين أو المنفعة، وإما بحسب المجانية والعوض أو غير ذلك إلا أن النوع الخاص منها وهو تمليك العين بالعوض على وجه المبادلة لا تختلف ذاته وحقيقة معناه، وإن اختلفت أسباب تحققه بالفرض لأنه من الاختلاف في السبب الموجد والمسبب شئ واحد واختلاف السبب لا يوجب اختلاف ذات المسبب، نظير الحدث الأصغر الحاصل بأحد أسبابه: من النوم أو الريح أو الخارج من أحد السبيلين، فإن المسبب في جميع ذلك حقيقة واحد، والاختلاف إنما هو في السبب الموجد لها وحينئذ فلا تغاير في الملكية بين القصدين، ولا تخالف بين المقصودين حتى يصلح أن يكون أحدهما قسيما للآخر، فتأمل وهذا بخلاف قصد الإباحة والتمليك، بل وقصدي الإباحة المطلقة أو الخاصة لتحقق المغايرة الذاتية في المقصود من ذلك.
الثاني - دعوى اختصاص البيع الذي من الأفعال التوليدية بين الاثنين بما إذا كان بالنسبة إلى أحدهما بنحو الأصالة، وهو المعبر عنه بالبايع، وبالنسبة إلى الآخر المعبر عنه بالمشتري بنحو التبعية، لأن المشتري قابل لايجاب البايع، فكأنه تابع له في قبوله فعله.
توضيح ذلك: إن عقد البيع مركب إضافي من عقد، وهو لغة الشد الوثيق بين الطرفين حقيقيين أو نسبيين كني به عن الربط بين شيئين الحاصل بقرار من المتعاقدين، وبيع ومعناه لغة وعرفا تمليك عين بعوض على وجه المبادلة والمفاعلة في البدلية لاقتضاء المعاوضة بدلية كل من المرتبطين عن الآخر لأن البدلية مرة تكون من جانب واحد كضمان بدل التالف