فكميت وأموات، قال سيبويه: شبهوا فيعلا بفاعل حين قالوا شاهد وأشهاد، قال: ومثله، يعني ميتا وأمواتا، قيل وأقيال وكيس وأكياس، وأما بيناء فنادر، والأقيس في ذلك جمعه بالواو، وهو قول سيبويه. روى ابن عباس عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكما، قال: البيان إظهار المقصود بأبلغ لفظ، وهو من الفهم وذكاء القلب مع اللسن، وأصله الكشف والظهور، وقيل: معناه إن الرجل يكون عليه الحق، وهو أقوم بحجته من خصمه، فيقلب الحق ببيانه إلى نفسه، لأن معنى السحر قلب الشئ في عين الإنسان وليس بقلب الأعيان، وقيل: معناه إنه يبلغ من بيان ذي الفصاحة أنه يمدح الإنسان فيصدق فيه حتى يصرف القلوب إلى قوله وحبه، ثم يذمه فيصدق فيه حتى يصرف القلوب إلى قوله وبغضه، فكأنه سحر السامعين بذلك، وهو وجه قوله: إن من البيان لسحرا. وفي الحديث عن أبي أمامة: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: الحياء والعي شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق، أراد أنهما خصلتان منشؤهما النفاق، أما البذاء وهو الفحش فظاهر، وأما البيان فإنما أراد منه بالذم التعمق في النطق والتفاصح وإظهار التقدم فيه على الناس وكأنه نوع من العجب والكبر، ولذلك قال في رواية أخرى: البذاء وبعض البيان، لأنه ليس كل البيان مذموما. وقال الزجاج في قوله تعالى: خلق الإنسان علمه البيان، قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النبي، صلى الله عليه وسلم، علمه البيان أي علمه القرآن الذي فيه بيان كل شئ، وقيل: الإنسان هنا آدم، عليه السلام، ويجوز في اللغة أن يكون الإنسان اسما لجنس الناس جميعا، ويكون على هذا علمه البيان جعله مميزا حتى انفصل الإنسان ببيانه وتمييزه من جميع الحيوان. ويقال: بين الرجلين بين بعيد وبون بعيد، قال أبو مالك: البين الفصل (* قوله البين الفصل إلخ كذا بالأصل). بين الشيئين، يكون إما حزنا أو بقربه رمل، وبينهما شئ ليس بحزن ولا سهل. والبون: الفضل والمزية. يقال: بأنه يبونه ويبينه، والواو أفصح، فأما في البعد فيقال: إن بينهما لبينا لا غير. وقوله في الحديث: أول ما يبين على أحدكم فخذه أي يعرب ويشهد عليه. ونخلة بائنة: فاتت كبائسها الكوافير وامتدت عراجينها وطالت، حكاه أبو حنيفة، وأنشد لحبيب القشيري:
من كل بائنة تبين عذوقها عنها، وحاضنة لها ميقار قوله: تبين عذوقها يعني أنها تبين عذوقها عن نفسها. والبائن والبائنة من القسي: التي بانت من وترها، وهي ضد البانية، إلا أنها عيب، والباناة مقلوبة عن البانية. الجوهري: البائنة القوس التي بانت عن وترها كثيرا، وأما التي قد قربت من وترها حتى كادت تلصق به فهي البانية، بتقديم النون، قال: وكلاهما عيب. والباناة: النبل الصغار، حكاه السكري عن أبي الخطاب. وللناقة حالبان:
أحدهما يمسك العلبة من الجانب الأيمن، والآخر يحلب من الجانب الأيسر، والذي يحلب يسمى المستعلي والمعلي، والذي يمسك يسمى البائن. والبين: الفراق.
التهذيب: ومن أمثال العرب: است البائن أعرف، وقيل: أعلم، أي من ولي أمرا ومارسه فهو أعلم به ممن لم يمارسه، قال: