لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٦٩
فكميت وأموات، قال سيبويه: شبهوا فيعلا بفاعل حين قالوا شاهد وأشهاد، قال: ومثله، يعني ميتا وأمواتا، قيل وأقيال وكيس وأكياس، وأما بيناء فنادر، والأقيس في ذلك جمعه بالواو، وهو قول سيبويه. روى ابن عباس عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال: إن من البيان لسحرا وإن من الشعر لحكما، قال: البيان إظهار المقصود بأبلغ لفظ، وهو من الفهم وذكاء القلب مع اللسن، وأصله الكشف والظهور، وقيل: معناه إن الرجل يكون عليه الحق، وهو أقوم بحجته من خصمه، فيقلب الحق ببيانه إلى نفسه، لأن معنى السحر قلب الشئ في عين الإنسان وليس بقلب الأعيان، وقيل: معناه إنه يبلغ من بيان ذي الفصاحة أنه يمدح الإنسان فيصدق فيه حتى يصرف القلوب إلى قوله وحبه، ثم يذمه فيصدق فيه حتى يصرف القلوب إلى قوله وبغضه، فكأنه سحر السامعين بذلك، وهو وجه قوله: إن من البيان لسحرا. وفي الحديث عن أبي أمامة: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: الحياء والعي شعبتان من الإيمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق، أراد أنهما خصلتان منشؤهما النفاق، أما البذاء وهو الفحش فظاهر، وأما البيان فإنما أراد منه بالذم التعمق في النطق والتفاصح وإظهار التقدم فيه على الناس وكأنه نوع من العجب والكبر، ولذلك قال في رواية أخرى: البذاء وبعض البيان، لأنه ليس كل البيان مذموما. وقال الزجاج في قوله تعالى: خلق الإنسان علمه البيان، قيل إنه عنى بالإنسان ههنا النبي، صلى الله عليه وسلم، علمه البيان أي علمه القرآن الذي فيه بيان كل شئ، وقيل: الإنسان هنا آدم، عليه السلام، ويجوز في اللغة أن يكون الإنسان اسما لجنس الناس جميعا، ويكون على هذا علمه البيان جعله مميزا حتى انفصل الإنسان ببيانه وتمييزه من جميع الحيوان. ويقال: بين الرجلين بين بعيد وبون بعيد، قال أبو مالك: البين الفصل (* قوله البين الفصل إلخ كذا بالأصل). بين الشيئين، يكون إما حزنا أو بقربه رمل، وبينهما شئ ليس بحزن ولا سهل. والبون: الفضل والمزية. يقال: بأنه يبونه ويبينه، والواو أفصح، فأما في البعد فيقال: إن بينهما لبينا لا غير. وقوله في الحديث: أول ما يبين على أحدكم فخذه أي يعرب ويشهد عليه. ونخلة بائنة: فاتت كبائسها الكوافير وامتدت عراجينها وطالت، حكاه أبو حنيفة، وأنشد لحبيب القشيري:
من كل بائنة تبين عذوقها عنها، وحاضنة لها ميقار قوله: تبين عذوقها يعني أنها تبين عذوقها عن نفسها. والبائن والبائنة من القسي: التي بانت من وترها، وهي ضد البانية، إلا أنها عيب، والباناة مقلوبة عن البانية. الجوهري: البائنة القوس التي بانت عن وترها كثيرا، وأما التي قد قربت من وترها حتى كادت تلصق به فهي البانية، بتقديم النون، قال: وكلاهما عيب. والباناة: النبل الصغار، حكاه السكري عن أبي الخطاب. وللناقة حالبان:
أحدهما يمسك العلبة من الجانب الأيمن، والآخر يحلب من الجانب الأيسر، والذي يحلب يسمى المستعلي والمعلي، والذي يمسك يسمى البائن. والبين: الفراق.
التهذيب: ومن أمثال العرب: است البائن أعرف، وقيل: أعلم، أي من ولي أمرا ومارسه فهو أعلم به ممن لم يمارسه، قال:
(٦٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564