لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٦٨
يقام عليها، ولا تبين عن الموضع الذي طلقت فيه حتى تنقضي العدة ثم تخرج حيث شاءت، وبنته أنا وأبنته واستبنته وبينته، وروي بيت ذي الرمة:
تبين نسبة المرئي لؤما، كما بينت في الأدم العوارا أي تبينها، ورواه علي بن حمزة: تبين نسبة، بالرفع، على قوله قد بين الصبح لذي عينين. ويقال: بان الحق يبين بيانا، فهو بائن، وأبان يبين إبانة، فهو مبين، بمعناه. ومنه قوله تعالى: حم والكتاب المبين، أي والكتاب البين، وقيل: معنى المبين الذي أبان طرق الهدى من طرق الضلالة وأبان كل ما تحتاج إليه الأمة، وقال الزجاج: بان الشئ وأبان بمعنى واحد. ويقال: بان الشئ وأبنته، فمعنى مبين أنه مبين خيره وبركته، أو مبين الحق من الباطل والحلال من الحرام، ومبين أن نبوة سيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم، حق، ومبين قصص الأنبياء. قال أبو منصور: ويكون المستبين أيضا بمعنى المبين. قال أبو منصور: والاستبانة يكون واقعا. يقال: استبنت الشئ إذا تأملته حتى تبين لك. قال الله عز وجل: وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين، المعنى ولتستبين أنت يا محمد سبيل المجرمين أي لتزداد استبانة، وإذا بان سبيل المجرمين فقد بان سبيل المؤمنين، وأكثر القراء قرؤوا: ولتستبين سبيل المجرمين، والاستبانة حينئذ يكون غير واقع.
ويقال: تبينت الأمر أي تأملته وتوسمته، وقد تبين الأمر يكون لازما وواقعا، وكذلك بينته فبين أي تبين، لازم ومتعد. وقوله عز وجل: وأنزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ، أي بين لك فيه كل ما تحتاج إليه أنت وأمتك من أمر الدين، وهذا من اللفظ العام الذي أريد به الخاص، والعرب تقول: بينت الشئ تبيينا وتبيانا، بكسر التاء، وتفعال بكسر التاء يكون اسما، فأما المصدر فإنه يجئ على تفعال بفتح التاء، مثل التكذاب والتصداق وما أشبهه، وفي المصادر حرفان نادران: وهما تلقاء الشئ والتبيان، قال: ولا يقاس عليهما. وقال النبي، صلى الله عليه وسلم: ألا إن التبيين من الله والعجلة من الشيطان فتبينوا، قال أبو عبيد:
قال الكسائي وغيره التبيين التثبت في الأمر والتأني فيه، وقرئ قوله عز وجل: إذا ضربتم في سبيل الله فتبينوا، وقرئ: فتثبتوا، والمعنيان متقاربان. وقوله عز وجل: إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، وفتثبتوا، قرئ بالوجهين جميعا. وقال سيبويه في قوله: الكتاب المبين، قال: وهو التبيان، وليس على الفعل إنما هو بناء على حدة، ولو كان مصدرا لفتحت كالتقتال، فإنما هو من بينت كالغارة من أغرت. وقال كراع: التبيان مصدر ولا نظير له إلا التلقاء، وهو مذكور في موضعه.
وبينهما بين أي بعد، لغة في بون، والواو أعلى، وقد بأنه بينا. والبيان: الفصاحة واللسن، وكلام بين فصيح.
والبيان: الإفصاح مع ذكاء.
والبين من الرجال: الفصيح. ابن شميل: البين من الرجال السمح اللسان الفصيح الظريف العالي الكلام القليل الرتج. وفلان أبين من فلان أي أفصح منه وأوضح كلاما. ورجل بين: فصيح، والجمع أبيناء، صحت الياء لسكون ما قبلها، وأنشد شمر:
قد ينطق الشعر الغبي، ويلتئي على البين السفاك، وهو خطيب قوله يلتئي أي يبطئ، من اللأي وهو الإبطاء. وحكى اللحياني في جمعه أبيان وبيناء، فأما أبيان
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564