لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٦٦
عليه وسلم، إذ جائه رجل، أصل بينا بين، فأشبعت الفتحة فصارت ألفا، ويقال بينا وبينما، وهما ظرفا زمان بمعنى المفاجأة، ويضافان إلى جملة من فعل وفاعل ومبتدأ وخبر، ويحتاجان إلى جواب يتم به المعنى، قال:
والأفصح في جوابهما أن لا يكون فيه إذا وإذا، وقد جاءا في الجواب كثيرا، تقول: بينا زيد جالس دخل عليه عمرو، وإذ دخل عليه، وإذا دخل عليه، ومنه قول الحرقة بنت النعمان:
بينا نسوس الناس، والأمر أمرنا، إذا نحن فيهم سوقة نتنصف وأما قوله تعالى: وجعلنا بينهم موبقا، فإن الزجاج قال: معناه جعلنا بينهم من العذاب ما يوبقهم أي يهلكهم، وقال الفراء: معناه جعلنا بينهم أي تواصلهم في الدنيا موبقا لهم يوم القيامة أي هلكا، وتكون بين صفة بمنزلة وسط وخلال. الجوهري: وبين بمعنى وسط، تقول:
جلست بين القوم، كما تقول: وسط القوم، بالتخفيف، وهو ظرف، وإن جعلته اسما أعربته، تقول: لقد تقطع بينكم، برفع النون، كما قال أبو خراش الهذلي يصف عقابا:
فلاقته ببلقعة براح، فصادف بين عينيه الجبوبا الجبوب: وجه الأرض. الأزهري في أثناء هذه الترجمة: روي عن أبي الهيثم أنه قال الكواكب الببانيات (* وردت في مادة بين البابانيات تبعا للأصل، والصواب ما هنا). هي التي لا ينزلها شمس ولا قمر إنما يهتدى بها في البر والبحر، وهي شامية، ومهب الشمال منها، أولها القطب وهو كوكب لا يزول، والجدي والفرقدان، وهو بين القطب، وفيه بنات نعش الصغرى، وقال أبو عمرو: سمعت المبرد يقول إذا كان الاسم الذي يجئ بعد بينا اسما حقيقيا رفعته بالابتداء، وإن كان اسما مصدريا خفضته، ويكون بينا في هذا الحال بمعنى بين، قال: فسألت أحمد بن يحيى عنه ولم أعلمه قائله فقال: هذا الدر، إلا أن من الفصحاء من يرفع الاسم الذي بعد بينا وإن كان مصدريا فيلحقه بالاسم الحقيقي، وأنشد بيتا للخليل ابن أحمد:
بينا غنى بيت وبهجته، ذهب الغنى وتقوض البيت وجائز: وبهجته، قال: وأما بينما فالاسم الذي بعده مرفوع، وكذلك المصدر. ابن سيده: وبينا وبينما من حروف الابتداء، وليست الألف في بينا بصلة، وبينا فعلى أشبعت الفتحة فصارت ألفا، وبينما بين زيدت عليه ما، والمعنى واحد، وهذا الشئ بين بين أي بين الجيد والردئ، وهما اسمان جعلا واحدا وبنيا على الفتح، والهمزة المخففة تسمى همزة بين بين، وقالوا: بين بين، يريدون التوسط كما قال عبيد بن الأبرص:
نحمي حقيقتنا، وبع‍ - ض القوم يسقط بين بينا وكما يقولون: همزة بين بين أي أنها همزة بين الهمزة وبين حرف اللين، وهو الحرف الذي منه حركتها إن كانت مفتوحة، فهي بين الهمزة والألف مثل سأل، وإن كانت مكسورة فهي بين الهمزة والياء مثل سئم، وإن كانت مضمومة فهي بين الهمزة والواو مثل لؤم، إلا أنها ليس لها تمكين الهمزة المحققة، ولا تقع الهمزة المخففة أبدا أولا لقربها بالضعف من الساكن، إلا أنها وإن كانت قد قربت من الساكن ولم يكن لها تمكين الهمزة المحققة فهي
(٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564