لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٦٧
متحركة في الحقيقة، فالمفتوحة نحو قولك في سأل سأل، والمكسورة نحو قولك في سئم سئم، والمضمومة نحو قولك في لؤم لؤم، ومعنى قول سيبويه بين بين أنها ضعيفة ليس لها تمكين المحققة ولا خلوص الحرف الذي منه حركتها، قال الجوهري: وسميت بين بين لضعفها، وأنشد بيت عبيد بن الأبرص:
وبعض القوم يسقط بين بينا أي يتساقط ضعيفا غير معتد به، قال ابن بري: قال السيرافي كأنه قال بين هؤلاء وهؤلاء، كأنه رجل يدخل بين فريقين في أمر من الأمور فيسقط ولا يذكر فيه، قال الشيخ: ويجوز عندي أن يريد بين الدخول في الحرب والتأخر عنها، كما يقال: فلان يقدم رجلا ويؤخر أخرى.
ولقيته بعيدات بين إذا لقيته بعد حين ثم أمسكت عنه ثم أتيته، وقوله:
وما خفت حتى بين الشرب والأذى بقانئه، إني من الحي أبين أي بائن. والبيان: ما بين به الشئ من الدلالة وغيرها. وبان الشئ بيانا: اتضح، فهو بين، والجمع أبيناء، مثل هين وأهيناء، وكذلك أبان الشئ فهو مبين، قال الشاعر:
لو دب ذر فوق ضاحي جلدها، لأبان من آثارهن حدور قال ابن بري عند قول الجوهري والجمع أبيناء مثل هين وأهيناء، قال: صوابه مثل هين وأهوناء لأنه من الهوان. وأبنته أي أوضحته. واستبان الشئ: ظهر. واستبنته أنا: عرفته. وتبين الشئ: ظهر، وتبينته أنا، تتعدى هذه الثلاثة ولا تتعدى.
وقالوا: بان الشئ واستبان وتبين وأبان وبين بمعنى واحد، ومنه قوله تعالى: آيات مبينات، بكسر الياء وتشديدها، بمعنى متبينات، ومن قرأ مبينات بفتح الياء فالمعنى أن الله بينها. وفي المثل: قد بين الصبح لذي عينين أي تبين، وقال ابن ذريح:
وللحب آيات تبين للفتى شحوبا، وتعرى من يديه الأشاحم (* قوله الأشاحم هكذا في الأصل).
قال ابن سيده: هكذا أنشده ثعلب، ويروى: تبين بالفتى شحوب.
والتبيين: الإيضاح. والتبيين أيضا:
الوضوح، قال النابغة:
إلا الأواري لأيا ما أبينها، والنؤي كالحوض بالمظلومة الجلد يعني أتبينها.
والتبيان: مصدر، وهو شاذ لأن المصادر إنما تجئ على التفعال، بفتح التاء، مثال التذكار والتكرار والتوكاف، ولم يجئ بالكسر إلا حرفان وهما التبيان والتلقاء.
ومنه حديث آدم وموسى، على نبينا محمد وعليهما الصلاة والسلام: أعطاك الله التوراة فيها تبيان كل شئ أي كشفه وإيضاحه، وهو مصدر قليل لأن مصادر أمثاله بالفتح. وقوله عز وجل: وهو في الخصام غير مبين، يريد النساء أي الأنثى لا تكاد تستوفي الحجة ولا تبين، وقيل في التفسير: إن المرأة لا تكاد تحتج بحجة إلا عليها، وقد قيل: إنه يعني به الأصنام، والأول أجود.
وقوله عز وجل: لا تخرجوهن من بيوتهن ولا يخرجن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، أي ظاهرة متبينة. قال ثعلب: يقول إذا طلقها لم يحل لها أن تخرج من بيته، ولا أن يخرجها هو إلا بحد
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564