لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٤٣٧
السلام، أعلم بالمهيمنات أي القضايا، من الهيمنة وهي القيام على الشئ، جعل الفعل لها وهو لأربابها القوامين بالأمور. وروي عن عمر أنه قال يوما: إني داع فهيمنوا أي إني أدعو الله فأمنوا، قلب أحد حرفي التشديد في أمنوا ياء فصار أيمنوا، ثم قلب الهمزة هاء وإحدى الميمين ياء فقال هيمنوا، قال ابن الأثير: أي اشهدوا. والعرب تقول: أما زيد فحسن، ويقولون أيما بمعنى أما، وأنشد المبرد في قول جميل:
على نبعة زوراء أيما خطامها فمتن، وأيما عودها فعتيق قال: إنما يريد أما، فاستثقل التضعيف فأبدل من إحدى الميمين ياء، كما فعلوا بقيراط ودينار وديوان. وقال ابن الأنباري في قوله:
ومهيمنا عليه، قال: المهيمن القائم على خلقه، وأنشد:
ألا إن خير الناس، بعد نبيه، مهيمنه التاليه في العرف والنكر قال: معناه القائم على الناس بعده، وقيل: القائم بأمور الخلق، قال: وفي المهيمن خمسة أقوال: قال ابن عباس المهيمن المؤتمن، وقال الكسائي المهيمن الشهيد، وقال غيره هو الرقيب، يقال هيمن يهيمن هيمنة إذا كان رقيبا على الشئ، وقال أبو معشر ومهيمنا عليه معناه وقبانا عليه، وقيل: وقائما على الكتب، وقيل:
مهيمن في الأصل مؤيمن، وهو مفيعل من الأمانة.
وفي حديث وهيب: إذا وقع العبد في ألهانية الرب ومهيمنية الصديقين لم يجد أحدا يأخذ بقلبه، المهيمنية: منسوب إلى المهيمن، يريد أمانة الصديقين، يعني إدا حصل العبد في هذه الدرجة لم يعجبه أحد، ولم يحب إلا الله عز وجل.
والهميان: التكة، وقيل للمنطقة هميان، ويقال للذي يجعل فيه النفقة ويشد على الوسط: هميان، قال: والهميان دخيل معرب، والعرب قد تكلموا به قديما فأعربوه. وفي حديث النعمان بن مقرن يوم نهاوند: ألا إني هاز لكم الراية الثانية فليثب الرجال وليشدوا هماينهم على أحقائهم، يعني مناطقهم ليستعدوا على الحملة، وفي النهاية في حديث النعمان يوم نهاوند. تعاهدوا هماينكم في أحقيكم وأشساعكم في نعالكم، قال: الهماين جمع هميان، وهي المنطقة والتكة، والأحقي جمع حقو، وهي موضع شد الإزار، وأورد ابن الأثير حديثا آخر عن يوسف الصديق، عليه السلام، مستشهدا به على أن الهميان تكة السراويل لم أستحسن إيراده، غفر الله لنا وله بكرمه.
* هنن: الهانة والهنانة: الشحمة في باطن العين تحت المقلة. وبعير ما به هانة ولا هنانة أي طرق. قال أبو حاتم: حضرت الأصمعي وسأله إنسان عن قوله ما ببعيري هانة ولا هنانة، فقال: إنما هو هتاتة، بتاءين، قال أبو حاتم: قلت إنما هو هانة وهنانة، وبجنبه أعرابي فسأله فقال: ما الهتاتة؟ فقال: لعلك تريد الهنانة، فرجع إلى الصواب، قال الأزهري:
وهكذا سمعته من العرب، الهنانة، بالنون: الشحم. وكل شحمة هنانة.
والهنانة أيضا: بقية المخ. وما به هانة أي شئ من خير، وهو على المثل. وما بالبعير هنانة، بالضم، أي ما به طرق، قال الفرزدق:
أيفايشونك، والعظام رقيقة، والمخ ممتخر الهنانة رار؟
(٤٣٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 432 433 434 435 436 437 438 439 440 441 442 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564