لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٤٤
بالكتاب في قوله: ولات حين مناص، لأن التاء منفصلة من حين لأنهم كتبوا مثلها منفصلا أيضا مما لا ينبغي أن يفصل كقوله: يا ويلتنا مال هذا الكتاب، واللام منفصلة من هذا. قال أبو منصور:
والنحويون على أن التاء في قوله تعالى ولات حين في الأصل هاء، وإنما هي ولاه فصارت تاء للمرور عليها كالتاءات المؤنثة، وأقاويلهم مذكورة في ترجمة لا بما فيه الكفاية. قال أبو زيد: سمعت العرب تقول مررت بزيداللأن، ثقل اللام وكسر الدال وأدغم التنوين في اللام. وقوله في حديث أبي ذر: أما آن للرجل أن يعرف منزلة أي أما حان وقرب، تقول منه: آن يئين أينا، وهو مثل أنى يأني أنا، مقلوب منه.
وآن أينا: أعيا. أبو زيد: الأين الإعياء والتعب. قال أبو زيد:
لا يبنى منه فعل وقد خولف فيه، وقال أبو عبيدة: لا فعل للأين الذي هو الإعياء. ابن الأعرابي: آن يئين أينا من الإعياء، وأنشد:
إنا ورب القلص الضوامر إنا أي أعيينا. الليث: ولا يشتق منه فعل إلا في الشعر، وفي قصيد كعب بن زهير:
فيها على الأين إرقال وتبغيل الأين: الإعياء والتعب. ابن السكيت: الأين والأيم الذكر من الحيات، وقيل: الأين الحية مثل الأيم، نونه بدل من اللام. قال أبو خيرة: الأيون والأيوم جماعة. قال اللحياني:
والأين والأيم أيضا الرجل والحمل. وأين: سؤال عن مكان، وهي مغنية عن الكلام الكثير والتطويل، وذلك أنك إذا قلت أين بيتك أغناك ذلك عن ذكر الأماكن كلها، وهو اسم لأنك تقول من أين، قال اللحياني: هي مؤنثة وإن شئت ذكرت، وكذلك كل ما جعله الكتاب اسما من الأدوات والصفات، التأنيث فيه أعرف والتذكير جائز، فأما قول حميد بن ثور الهلالي:
وأسماء، ما أسماء ليلة أدلجت إلي، وأصحابي بأين وأينما.
فإنه جعل أين علما للبقعة مجردا من معنى الاستفهام، فمنعها الصرف للتعريف والتأنيث كأني، فتكون الفتحة في آخر أين على هذا فتحة الجر وإعرابا مثلها في مررت بأحمد، وتكون ما على هذا زائدة وأين وحدها هي الاسم، فهذا وجه، قال: ويجوز أن يكون ركب أين مع ما، فلما فعل ذلك فتح الأولى منها كفتحة الياء من حيهل لما ضم حي إلى هل، والفتحة في النون على هذا حادثة للتركيب وليست بالتي كانت في أين، وهي استفهام، لأن حركة التركيب خلفتها ونابت عنها، وإذا كانت فتحة التركيب تؤثر في حركة الإعراب فتزيلها إليها نحو قولك هذه خمسة، فتعرب ثم تقول هذه خمسة عشر فتخلف فتحة التركيب ضمة الإعراب على قوة حركة الإعراب، كان إبدال حركة البناء من حركة البناء أحرى بالجواز وأقرب في القياس. الجوهري: إذا قلت أين زيد فإنما تسأل عن مكانه. الليث: الأين وقت من الأمكنة (* قوله الأين وقت من الأمكنة كذا بالأصل). تقول: أين فلان فيكون منتصبا في الحالات كلها ما لم تدخله الألف واللام. وقال الزجاج: أين وكيف حرفان يستفهم بهما، وكان حقهما أن يكونا موقوفين، فحركا لاجتماع الساكنين ونصبا ولم يخفضا من أجل الياء، لأن الكسرة مع الياء تثقل والفتحة أخف. وقال الأخفش
(٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564