من غير جهة التعريف، فإن نكرته فقلت سير عليه سحر، جاز، وكذلك إن عرفته من غير جهة التعريف فقلت:
سير عليه السحر، جاز. وأما غدوة وبكرة فتعريفهما تعريف العلمية، فيجوز رفعهما كقولك: سير عليه غدوة وبكرة، فأما ذو صباح وذات مرة وقبل وبعد فليست في الأصل من أسماء الزمان، وإنما جعلت اسما له على توسع وتقدير حذف.
أبو منصور: المكان والمكانة واحد. التهذيب: الليث: مكان في أصل تقدير الفعل مفعل، لأنه موضع لكينونة الشئ فيه، غير أنه لما كثر أجروه في التصريف مجرى فعال، فقالوا: مكنا له وقد تمكن، وليس هذا بأعجب من تمسكن من المسكن، قال: والدليل على أن المكان مفعل أن العرب لا تقول في معنى هو مني مكان كذا وكذا إلا مفعل كذا وكذا، بالنصب. ابن سيده: والمكان الموضع، والجمع أمكنة كقذال وأقذلة، وأماكن جمع الجمع. قال ثعلب: يبطل أن يكون مكان فعالا لأن العرب تقول: كن مكانك، وقم مكانك، واقعد مقعدك، فقد دل هذا على أنه مصدر من كان أو موضع منه، قال: وإنما جمع أمكنة فعاملوا الميم الزائدة معاملة الأصلية لأن العرب تشبه الحرف بالحرف، كما قالوا منارة ومنائر فشبهوها بفعالة وهي مفعلة من النور، وكان حكمه مناور، وكما قيل مسيل وأمسلة ومسل ومسلان وإنما مسيل مفعل من السيل، فكان ينبغي أن لا يتجاوز فيه مسايل، لكنهم جعلوا الميم الزائدة في حكم الأصلية، فصار مفعل في حكم فعيل، فكسر تكسيره. وتمكن بالمكان وتمكنه: على حذف الوسيط، وأنشد سيبويه:
لما تمكن دنياهم أطاعهم، في أي نحو يميلوا دينه يمل قال: وقد يكون (* قوله قال وقد يكون إلخ ضمير قال لابن سيده لأن هذه عبارته في المحكم). تمكن دنياهم على أن الفعل للدنيا، فحذف التاء لأنه تأنيث غير حقيقي. وقالوا: مكانك تحذره شيئا من خلفه. الجوهري:
مكنه الله من الشئ وأمكنه منه بمعنى. وفلان لا يمكنه النهوض أي لا يقدر عليه. ابن سيده: وتمكن من الشئ واستمكن ظفر، والاسم من كل ذلك المكانة. قال أبو منصور: ويقال أمكنني الأمر، يمكنني، فهو ممكن، ولا يقال أنا أمكنه بمعنى أستطيعه، ويقال: لا يمكنك الصعود إلى هذا الجبل، ولا يقال أنت تمكن الصعود إليه.
وأبو مكين: رجل.
والمكنان، بالفتح والتسكين: نبت ينبت على هيئة ورق الهندباء بعض ورقه فوق بعض، وهو كثيف وزهرته صفراء ومنبته القنان ولا صيور له، وهو أبطأ عشب الربيع، وذلك لمكان لينه، وهو عشب ليس من البقل، وقال أبو حنيفة: المكنان من العشب ورقته صفراء وهو لين كله، وهو من خير العشب إذا أكلته الماشية غزرت عليه فكثرت ألبانها وخثرت، واحدته مكنانة. قال أبو منصور: المكنان من بقول الربيع، قال ذو الرمة:
وبالروض مكنان كأن حديقه زرابي وشتها أكف الصوانع وأمكن المكان: أنبت المكنان، وقال ابن الأعرابي في قول الشاعر رواه أبو العباس عنه:
ومجر منتحر الطلي تناوحت فيه الظباء ببطن واد ممكن