لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣٩٧
هو الخرج، وإنما قال والأونان جانبا الخرج، وهو الصحيح، لأن أون الخرج جانبه وليس إياه، وكذا ذكره الجوهري أيضا في فصل أون، وقال المازني: لأنها ثقل على الإنسان يعني المؤونة، فغيره الجوهري فقال: لأنه، فذكر الضمير وأعاده على الخرج، وأما الذي أسقطه فهو قوله بعده: ويقال للأتان إذا أقربت وعظم بطنها: قد أونت، وإذا أكل الإنسان وامتلأ بطنه وانتفخت خاصرتاه قيل: أون تأوينا، قال رؤبة:
سرا وقد أون تأوين العقق انقضى كلام المازني. قال ابن بري: وأما قول الجوهري قال الخليل لو كان مفعلة لكان مئينة، قال: صوابه أن يقول لو كان مفعلة من الأين دون الأون، لأن قياسها من الأين مئينة ومن الأون مؤونة، وعلى قياس مذهب الأخفش أن مفعلة من الأين مؤونة، خلاف قول الخليل، وأصلها على مذهب الأخفش مأينة، فنقلت حركة الياء إلى الهمزة فصارت مؤوينة، فانقلبت الياء واوا لسكونها وانضمام ما قبلها، قال: وهذا مذهب الأخفش.
وإنه لمئنة من كذا أي خليق. ومأنت فلانا تمئنة قوله ومأنت فلانا تمئنة كذا بضبط الأصل مأنت بالتخفيف ومثله ضبط في نسخة من الصحاح بشكل القلم، وعليه فتمئنة مصدر جار على غير فعله). أي أعلمته، وأنشد الأصمعي للمرار الفقعسي:
فتهامسوا شيئا، فقالوا عرسوا من غير تمئنة لغير معرس أي من غير تعريف، ولا هو في موضع التعريس، قال ابن بري: الذي في شعر المرار فتناءموا أي تكلموا من النئيم، وهو الصوت، قال: وكذا رواه ابن حبيب وفسر ابن حبيب التمئنة بالطمأنينة، يقول: عرسوا بغير موضع طمأنينة، وقيل: يجوز أن يكون مفعلة من المئنة التي هي الموضع المخلق للنزول أي في غير موضع تعريس ولا علامة تدلهم عليه. وقال ابن الأعرابي: تمئنة تهيئة ولا فكر ولا نظر، وقال ابن الأعرابي: هو تفعلة من المؤونة التي هي القوت، وعلى ذلك استشهد بالقوت، وقد ذكرنا أنه مفعلة، فهو على هذا ثنائي. والمئنة:
العلامة. وفي حديث ابن مسعود: إن طول الصلاة وقصر الخطبة مئنة من فقه الرجل أي أن ذلك مما يعرف به فقه الرجل. قال ابن الأثير:
وكل شئ دل على شئ فهو مئنة له كالمخلقة والمجدرة، قال ابن الأثير: وحقيقتها أنها مفعلة من معنى إن التي للتحقيق والتأكيد غير مشتقة من لفظها، لأن الحروف لا يشتق منها، وإنما ضمنت حروفها دلالة على أن معناها فيها، قال: ولو قيل إنها اشتقت من لفظها بعدما جعلت اسما لكان قولا، قال: ومن أغرب ما قيل فيها أن الهمزة بدل من ظاء المظنة، والميم في ذلك كله زائدة. قال الأصمعي: سألني شعبة عن هذا فقلت مئنة أي علامة لذلك وخليق لذلك، قال الراجز:
إن اكتحالا بالنقي الأبلج، ونظرا في الحاجب المزجج، مئنة من الفعال الأعوج قال: وهذا الحرف هكذا يروى في الحديث والشعر بتشديد النون، قال: وحقه عندي أن يقال مئينة مثال معينة على فعيلة، لأن الميم أصلية، إلا أن يكون أصل هذا الحرف من غير هذا الباب فيكون
(٣٩٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 392 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564