لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٣٣٢
قال: أراد بالقرناء الحية. والقرنان: منارتان تبنيان على رأس البئر توضع عليهما الخشبة التي يدور عليها المحور، وتعلق منها البكرة، وقيل: هما ميلان على فم البئر تعلق بهما البكرة، وإنما يسميان بذلك إذا كانا من حجارة، فإذا كانا من خشب فهما دعامتان. وقرنا البئر: هما ما بني فعرض فيجعل عليه الخشب تعلق البكرة منه، قال الراجز:
تبين القرنين، فانظر ما هما، أمدرا أم حجرا تراهما؟
وفي حديث أبي أيوب: فوجده الرسول يغتسل بين القرنين، هما قرنا البئر المبنيان على جانبيها، فإن كانتا من خشب فهما زرنوقان.
والقرن أيضا: البكرة، والجمع أقرن وقرون. وقرن الفلاة:
أولها. وقرن الشمس: أولها عند طلوع الشمس وأعلاها، وقيل: أول شعاعها، وقيل: ناحيتها. وفي الحديث حديث الشمس: تطلع بين قرني شيطان، فإذا طلعت قارنها، فإذا ارتفعت فارقها، ونهي النبي، صلى الله عليه وسلم، عن الصلاة في هذا الوقت، وقيل: قرنا الشيطان ناحيتا رأسه، وقيل: قرناه جمعاه اللذان يغريهما بإضلال البشر. ويقال: إن الأشعة (* قوله ويقال إن الأشعة إلخ كذا بالأصل ونسخة من التهذيب، والذي في التكملة بعد قوله تشرف عليهم: هي قرنا الشيطان). التي تتقضب عند طلوع الشمس ويتراءى للعيون أنها تشرف عليهم، ومنه قوله:
فصبحت، والشمس لم تقضب، عينا بغضيان ثجوج العنبب قيل: إن الشيطان وقرنيه يدحرون عن مقامهم مراعين طلوع الشمس ليلة القدر، فلذلك تطلع الشمس لا شعاع لها، وذلك بين في حديث أبي بن كعب وذكره آية ليلة القدر، وقيل: القرن القوة أي حين تطلع يتحرك الشيطان ويتسلط فيكون كالمعين لها، وقيل: بين قرنيه أي أمتيه الأولين والآخرين، وكل هذا تمثيل لمن يسجد للشمس عند طلوعها، فكأن الشيطان سول له ذلك، فإذا سجد لها كان كأن الشيطان مقترن بها.
وذو القرنين الموصوف في التنزيل: لقب لإسكندر الرومي، سمي بذلك لأنه قبض على قرون الشمس، وقيل: سمي به لأنه دعا قومه إلى العبادة فقرنوه أي ضربوه على قرني رأسه، وقيل: لأنه كانت له ضفيرتان، وقيل: لأنه بلغ قطري الأرض مشرقها ومغربها، وقوله، صلى الله عليه وسلم، لعلي، عليه السلام: إن لك بيتا في الجنة وإنك لذو قرنيها، قيل في تفسيره: ذو قرني الجنة أي طرفيها، قال أبو عبيد: ولا أحسبه أراد هذا، ولكنه أراد بقوله ذو قرنيها أي ذو قرني الأمة، فأضمر الأمة وإن لم يتقدم ذكرها، كما قال تعالى: حتى توارت بالحجاب، أراد الشمس ولا ذكر لها. وقوله تعالى: ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة، وكقول حاتم:
أماوي، ما يغني الثراء عن الفتى، إذا حشرجت يوما، وضاق بها الصدر يعني النفس، ولم يذكرها. قال أبو عبيد: وأنا أختار هذا التفسير الأخير على الأول لحديث يروى عن علي، رضي الله عنه، وذلك أنه ذكر ذا القرنين فقال: دعا قومه إلى عبادة الله فضربوه على قرنيه ضربتين وفيكم مثله، فنرى أنه أراد نفسه، يعني أدعو إلى الحق حتى يضرب رأسي ضربتين يكون
(٣٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 327 328 329 330 331 332 333 334 335 336 337 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564