لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٢٨٧
موجودة في مرابض الغنم، وقد أمر بالصلاة فيها والصلاة مع النجاسة لا تجوز، وإنما أراد أن الإبل تزدحم في المنهل، فإذا شربت رفعت رؤوسها، ولا يؤمن من نفارها وتفرقها في ذلك الموضع، فتؤذي المصلي عندها أو تلهيه عن صلاته أو تنجسه برشاش أبوالها. قال الأزهري:
أعطان الإبل ومعاطنها لا تكون إلا مباركها على الماء، وإنما تعطن العرب الإبل على الماء حين تطلع الثريا ويرجع الناس من النجع إلى المحاضر، وإنما يعطنون النعم يوم وردها، فلا يزالون كذلك إلى وقت مطلع سهيل في الخريف، ثم لا يعطنونها بعد ذلك، ولكنها ترد الماء فتشرب شربتها وتصدر من فورها، وقول أبي محمد الحذلمي:
وعطن الذبان في قمقامها.
لم يفسره ثعلب، وقد يجوز أن يكون عطن اتخذ عطنا كقولك: عشش الطائر اتخذ عشا. والعطون: أن تراح الناقة بعد شربها ثم يعرض عليها الماء ثانية، وقيل: هو إذا رويت ثم بركت، قال كعب بن زهير يصف الحمر:
ويشربن من بارد قد علمن بأن لا دخال، وأن لا عطونا.
وقد ضربت بعطن أي بركت، وقال عمر ابن لجأ:
تمشي إلى رواء عاطناتها.
قال ابن السكيت: وتقول هذا عطن الغنم ومعطنها لمرابضها حول الماء. وأعطن الرجل بعيره: وذلك إذا لم يشرب فرده إلى العطن ينتظر به، قال لبيد:
فهرقنا لهما في داثر، لضواحيه نشيش بالبلل راسخ الدمن على أعضاده، ثلمته كل ريح وسبل عافتا الماء فلم نعطنهما، إنما يعطن من يرجو العلل.
ورجل رحب العطن وواسع العطن أي رحب الذراع كثير المال واسع الرحل. والعطن: العرض، وأنشد شمر لعدي بن زيد:
طاهر الأثواب يحمي عرضه من خنى الذمة، أو طمث العطن.
الطمث: الفساد. والعطن: العرض، ويقال: منزله وناحيته. وعطن الجلد، بالكسر، يعطن عطنا، فهو عطن وانعطن: وضع في الدباغ وترك حتى فسد وأنتن، وقيل: هو أن ينضح عليه الماء ويلف ويدفن يوما وليلة ليسترخي صوفه أو شعره فينتف ويلقى بعد ذلك في الدباغ، وهو حينئذ أنتن ما يكون، وقيل: العطن، بسكون الطاء، في الجلد أن تؤخذ غلقة، وهو نبت، أو فرث أو ملح فيلقى الجلد فيه حتى ينتن ثم يلقى بعد ذلك في الدباغ، والذي ذكره الجوهري في هذا الموضع قال: أن يؤخذ الغلقى فيلقى الجلد فيه ويغم لينفسخ صوفه ويسترخي، ثم يلقى في الدباغ. قال ابن بري: قال علي بن حمزة الغلقى لا يعطن به الجلد، وإنما يعطن بالغلقة نبت معروف. وفي حديث علي، كرم الله وجهه: أخذت إهابا معطونا فأدخلته عنقي، المعطون:
المنتن المنمرق الشعر، وفي حديث عمر، رضي الله عنه: دخل على النبي، صلى الله عليه وسلم، وفي البيت أهب عطنة، قال أبو عبيد: العطنة المنتنة الريح. ويقال للرجل الذي يستقذر: ما هو إلا عطنة
(٢٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 282 283 284 285 286 287 288 289 290 291 292 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564