لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٢٠٥
استها يعني بيضتيه لحرارتهما. وفي حديث واثلة: أنه، عليه السلام، دعا بقرص فكسره في صحفة ثم صنع فيها ماء سخنا، ماء سخن، بضم السين وسكون الخاء، أي حار.
وماء سخين ومسخن وسخين وسخاخين: سخن، وكذلك طعام سخاخين. ابن الأعرابي: ماء مسخن وسخين مثل مترص وتريص ومبرم وبريم، وأنشد لعمرو ابن كلثوم:
مشعشعة كأن الحص فيها، إذا ما الماء خالطها سخينا.
قال: وقول من قال جدنا بأموالنا فليس بشئ، قال ابن بري: يعني أن الماء الحار إذا خالطها اصفرت، قال: وهذا هو الصحيح، وكان الأصمعي يذهب إلى أنه من السخاء لأنه يقول بعد هذا البيت:
ترى اللحز الشحيح، إذا أمرت عليه لماله فيها مهينا.
قال: وليس كما ظن لأن ذلك لقب لها وذا نعت لفعلها، قال: وهو الذي عناه ابن الأعرابي بقوله: وقول من قال جدنا بأموالنا ليس بشئ، لأنه كان ينكر أن يكون فعيل بمعنى مفعل، ليبطل به قول ابن الأعرابي في صفته:
الملدوغ سليم، إنه بمعنى مسلم لما به. قال: وقد جاء ذلك كثيرا، أعني فعيلا بمعنى مفعل مثل مسخن وسخين ومترص وتريص، وهي ألفاظ كثيرة معدودة. يقال: أعقدت العسل فهو معقد وعقيد، وأحبسته فرسا في سبيل الله فهو محبس وحبيس، وأسخنت الماء فهو مسخن وسخين، وأطلقت الأسير فهو مطلق وطليق، وأعتقت العبد فهو معتق وعتيق، وأنقعت الشراب فهو منقع ونقيع، وأحببت الشئ فهو محب وحبيب، وأطردته فهو مطرد وطريد أي أبعدته، وأوجحت الثوب إذا أصفقته فهو موجح ووجيح، وأترصت الثوب أحكمته فهو مترص وتريص، وأقصيته فهو مقصى وقصي، وأهديت إلى البيت هديا فهو مهدى وهدي، وأوصيت له فهو موصى ووصي، وأجننت الميت فهو مجن وجنين، ويقال لولد الناقة الناقص الخلق مخدج وخديج، قال: ذكره الهروي، وكذلك مجهض وجهيض إذا ألقته من شدة السير، وأبرمت الأمر فهو مبرم وبريم، وأبهمته فهو مبهم وبهيم، وأيتمه الله فهو موتم ويتيم، وأنعمه الله فهو منعم ونعيم، وأسلم الملسوع لما به فهو مسلم وسليم، وأحكمت الشئ فهو محكم وحكيم، ومنه قوله عز وجل: تلك آيات الكتاب الحكيم، وأبدعته فهو مبدع وبديع، وأجمعت الشئ فهو مجمع وجميع، وأعتدته بمعنى أعددته فهو معتد وعتيد، قال الله عز وجل: هذا ما لدي عتيد، أي معتد معد، يقال: أعددته وأعتدته وأعتدته بمعنى، وأحنقت الرجل أغضبه فهو محنق وحنيق، قال الشاعر:
تلاقينا بغينة ذي طريف، وبعضهم على بعض حنيق.
وأفردته فهو مفرد وفريد، وكذلك محرد وحريد بمعنى مفرد وفريد، قال: وأما فعيل بمعنى مفعل فمبدع وبديع، ومسمع وسميع، ومونق وأنيق، ومؤلم وأليم، ومكل وكليل، قال الهذلي:
حتى شآها كليل موهنا عمل غيره: وماء سخاخين على فعاليل، بالضم، وليس في
(٢٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 200 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564