لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ٢٠٢
غير سمان، قال: تزوننا وتزيننا واحد، وزانه وزينه بمعنى، وقال المجنون:
فيا رب، إذ صيرت ليلى لي الهوى، فزني لعينيها كما زنتها ليا وفي حديث شريح: أنه كان يجيز من الزينة ويرد من الكذب، يريد تزيين السلعة للبيع من غير تدليس ولا كذب في نسبتها أو في صفتها.
ورجل مزين أي مقذذ الشعر، والحجام مزين، وقول ابن عبدل الشاعر:
أجئت على بغل تزفك تسعة، كأنك ديك مائل الزين أعور؟
يعني عرفه. وتزينت الأرض بالنبات وازينت وازدانت ازديانا وتزينت وازينت وازيأنت وأزينت أي حسنت وبهجت، وقد قرأ الأعرج بهذه الأخيرة. وقالوا: إذا طلعت الجبهة تزينت النخلة. التهذيب: الزينة اسم جامع لكل شئ يتزين به.
والزينة: ما يتزين به. ويوم الزينة: العيد. وتقول: أزينت الأرض بعشبها وازينت مثله، وأصله تزينت، فسكنت التاء وأدغمت في الزاي واجتلبت الألف ليصح الابتداء. وفي حديث الاستسقاء قال: اللهم أنزل علينا في أرضنا زينتها أي نباتها الذي يزينها. وفي الحديث:
زينوا القرآن بأصواتكم، ابن الأثير: قيل هو مقلوب أي زينوا أصواتكم بالقرآن، والمعنى الهجوا بقراءته وتزينوا به، وليس ذلك على تطريب القول والتحزين كقوله: ليس منا من لم يتغن بالقرآن أي يلهج بتلاوته كما يلهج سائر الناس بالغناء والطرب، قال هكذا قال الهروي والخطابي ومن تقدمهما، وقال آخرون: لا حاجة إلى القلب، وإنما معناه الحث على الترتيل الذي أمر به في قوله تعالى: ورتل القرآن ترتيلا، فكأن الزينة للمرتل لا للقرآن، كما يقال: ويل للشعر من رواية السوء، فهو راجع إلى الراوي لا للشعر، فكأنه تنبيه للمقصر في الرواية على ما يعاب عليه من اللحن والتصحيف وسوء الأداء وحث لغيره على التوقي من ذلك، فكذلك قوله: زينوا القرآن بأصواتكم، يدل على ما يزين من الترتيل والتدبر ومراعاة الإعراب، وقيل: أراد بالقرآن القراءة، وهو مصدر قرأ يقرأ قراءة وقرآنا أي زينوا قراءتكم القرآن بأصواتكم، قال:
ويشهد لصحة هذا وأن القلب لا وجه له حديث أبي موسى: أن النبي، صلى الله عليه وسلم، استمع إلى قراءته فقال: لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل داود، فقال: لو علمت أنك تسمع لحبرته لك تحبيرا أي حسنت قراءته وزينتها، ويؤيد ذلك تأييدا لا شبهة فيه حديث ابن عباس: أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: لكل شئ حلية وحلية القرآن حسن الصوت. والزينة والزونة: اسم جامع لما تزين به، قلبت الكسرة ضمة فانقلبت الياء واوا. وقوله عز وجل: ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، معناه لا يبدين الزينة الباطنة كالمخنقة والخلخال والدملج والسوار والذي يظهر هو الثياب والوجه. وقوله عز وجل: فخرج على قومه في زينته، قال الزجاج: جاء في التفسير أنه خرج هو وأصحابه وعليهم وعلى الخيل الأرجوان، وقيل: كان عليهم وعلى خيلهم الديباج الأحمر.
وامرأة زائن: متزينة. والزون: موضع تجمع فيه الأصنام وتنصب وتزين. والزون: كل شئ يتخذ ربا ويعبد من دون الله عز وجل لأنه يزين، والله أعلم.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564