لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ١٠٢
وذهب ابن دريد وحده إلى أن الجون يكون الأحمر أيضا، وأنشد:
في جونة كقفدان العطار.
ابن سيده: والجونة الشمس لاسودادها إذا غابت، قال: وقد يكون لبياضها وصفائها، وهي جونة بينة الجونة فيهما. وعرضت على الحجاج درع، وكانت صافية، فجعل لا يرى صفاءها، فقال له أنيس الجرمي، وكان فصيحا: إن الشمس لجونة، يعني أنها شديدة البريق والصفاء فقد غلب صفاؤها بياض الدرع، وأنشد الأصمعي:
غير، يا بنت الحليس، لوني طول الليالي واختلاف الجون، وسفر كان قليل الأون يريد النهار، وقال آخر:
يبادر الجونة أن تغيبا.
وهو من الأضداد. والجونة في الخيل: مثل الغبسة والوردة، وربما همز. والجونة: عين الشمس، وإنما سميت جونة عند مغيبها لأنها تسود حين تغيب، قال الشاعر:
يبادر الجونة أن تغيبا.
قال ابن بري: الشعر للخطيم الضبابي (* قوله للخطيم الضبابي في الصاغاني للأجلح بن قاسط الضبابي). وصواب إنشاده بكماله كما قال:
لا تسقه حزرا ولا حليبا، إن لم تجده سابحا يعبوبا، ذا ميعة يلتهم الجبوبا، يترك صوان الصوى ركوبا (* قوله الصوى رواية التكملة: الحصى) بزلقات قعبت تقعيبا، يترك في آثاره لهوبا يبادر الأثآر أن تؤوبا، وحاجب الجونة أن يغيبا، كالذئب يتلو طمعا قريبا (* قوله كالذئب إلخ بعده كما في التكملة:
على هراميت ترى العجيبا أن تدعو الشيخ فلا يجيبا.) يصف فرسا يقول: لا تسقه شيئا من اللبن إن لم تجد فيه هذه الخصال، والحزر: الحازر من اللبن وهو الذي أخذ شيئا من الحموضة، والسابح: الشديد العدو، واليعبوب: الكثير الجري، والميعة:
النشاط والحدة، ويلتهم: يبتلع، والجبوب: وجه الأرض، ويقال ظاهر الأرض، والصوان: الصم من الحجارة، الواحدة صوانة، والصوى: الأعلام، والركوب: المذلل، وعنى بالزالقات حوافره، واللهوب: جمع لهب، وقوله:
يبادر الأثآر أن تؤوبا.
الأوب: الرجوع، يقول: يبادر أثآر الذين يطلبهم ليدركهم قبل أن يرجعوا إلى قومهم، ويبادر ذلك قبل مغيب الشمس، وشبه الفرس في عدوه بذئب طامع في شئ يصيده عن قرب فقد تناهى طمعه، ويقال للشمس جونة بينة الجونة. وفي حديث أنس: جئت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، وعليه بردة جونية، منسوبة إلى الجون، وهو من الألوان، ويقع على الأسود والأبيض، وقيل: الياء للمبالغة كما يقال في الأحمر أحمري، وقيل: هي منسوبة إلى بني الجون، قبيلة من الأزد. وفي حديث عمر، رضي الله عنه: لما قدم الشأم أقبل على جمل عليه جلد كبش جوني أي أسود، قال الخطابي: الكبش الجوني هو الأسود الذي أشرب حمرة، فإذا نسبوا قالوا
(١٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 97 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564