لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ١٠٠
والجنة: الحديقة ذات الشجر والنخل، وجمعها جنان، وفيها تخصيص، ويقال للنخل وغيرها. وقال أبو علي في التذكرة: لا تكون الجنة في كلام العرب إلا وفيها نخل وعنب، فإن لم يكن فيها ذلك وكانت ذات شجر فهي حديقة وليست بجنة، وقد ورد ذكر الجنة في القرآن العزيز والحديث الكريم في غير موضع.
والجنة: هي دار النعيم في الدار الآخرة، من الاجتنان، وهو الستر لتكاثف أشجارها وتظليلها بالتفاف أغصانها، قال: وسميت بالجنة وهي المرة الواحدة من مصدر جنة جنا إذا ستره، فكأنها سترة واحدة لشدة التفافها وإظلالها، وقوله أنشده ابن الأعرابي وزعم أنه للبيد:
درى باليسارى جنة عبقرية، مسطعة الأعناق بلق القوادم.
قال: يعني بالجنة إبلا كالبستان، ومسطعة: من السطاع وهي سمة في العنق، وقد تقدم. قال ابن سيده: وعندي أنه جنة، بالكسر، لأنه قد وصف بعبقرية أي إبلا مثل الجنة في حدتها ونفارها، على أنه لا يبعد الأول، وإن وصفها بالعبقرية، لأنه لما جعلها جنة استجاز أن يصفها بالعبقرية، قال: وقد يجوز أن يعني به ما أخرج الربيع من ألوانها وأوبارها وجميل شارتها، وقد قيل: كل جيد عبقري، فإذا كان ذلك فجائز أن يوصف به الجنة وأن يوصف به الجنة.
والجنية: ثياب معروفة (* قوله والجنية ثياب معروفة كذا في التهذيب. وقوله والجنية مطرف إلخ كذا في المحكم بهذا الضبط فيهما. وفي القاموس:
والجنينة مطرف كالطيلسان اه‍. أي لسفينة كما في شرح القاموس). والجنية:
مطرف مدور على خلقة الطيلسان تلبسها النساء. ومجنة:
موضع، قال في الصحاح: المجنة اسم موضع على أميال من مكة، وكان بلال يتمثل بقول الشاعر:
ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة بمكة حولي إذ خر وجليل؟
وهل أردن يوما مياه مجنة؟
وهل يبدون لي شامة وطفيل؟
وكذلك مجنة، وقال أبو ذؤيب:
فوافى بها عسفان، ثم أتى بها مجنة، تصفو في القلال ولا تغلي.
قال ابن جني: يحتمل مجنة وزنين: أحدهما أن يكون مفعلة من الجنون كأنها سميت بذلك لشئ يتصل بالجن أو بالجنة أعني البستان أو ما هذا سبيله، والآخر أن يكون فعلة من مجن يمجن كأنها سميت بذلك لأن ضربا من المجون كان بها، هذا ما توجبه صنعة علم العرب، قال: فأما لأي الأمرين وقعت التسمية فذلك أمر طريقه الخبر، وكذلك الجنينة، قال:
مما يضم إلى عمران حاطبه، من الجنينة، جزلا غير موزون.
وقال ابن عباس، رضي الله عنه: كانت مجنة وذو المجاز وعكاظ أسواقا في الجاهلية. والاستجنان: الاستطراب. والجناجن: عظام الصدر، وقيل: رؤوس الأضلاع، يكون ذلك للناس وغيرهم، قال الأسقر الجعفي:
لكن قعيدة بيتنا مجفوة، باد جناجن صدرها ولها غنا.
وقال الأعشى:
أثرت في جناجن، كإران ال‍ - ميت، عولين فوق عوج رسال.
(١٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 105 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564