لسان العرب - ابن منظور - ج ١٣ - الصفحة ١٠٣
جوني، بالضم، كما قالوا في الدهري دهري، قال ابن الأثير: وفي هذا نظر إلا أن تكون الرواية كذلك. والجوني: ضرب من القطا، وهي أضخمها تعدل جونية بكدريتين، وهن سود البطون، سود بطون الأجنحة والقوادم، قصار الأذناب، وأرجلها أطول من أرجل الكدري، وفي الصحاح:
سود البطون والأجنحة، وهو أكبر من الكدري، ولبان الجونية أبيض، بلبانها طوقان أصفر وأسود، وظهرها أرقط أغبر، وهو كلون ظهر الكدرية، إلا أنه أحسن ترقيشا تعلوه صفرة. والجونية: غتماء لا تفصح بصوتها إذا صاحت إنما تغرغر بصوت في حلقها. قال أبو حاتم: ووجدت بخط الأصمعي عن العرب: قطا جؤني، مهموز، قال ابن سيده: وهو عندي على توهم حركة الجيم ملقاة على الواو، فكأن الواو متحركة بالضمة، وإذا كانت الواو مضمومة كان لك فيها الهمز وتركه في لغة ليست بتلك الفاشية، وقد قرأ أبو عمرو: عادا لولى، وقرأ النسب إنما هو إلى الجمع، وهو نادر، وإذا وصفوا قالوا قطاة جونة، وقد مر تفسير الجوني من القطا في ترجمة كدر، والجونة: جونة العطار، وربما همز، والجمع جون، بفتح الواو، وقال ابن بري: الهمز في جونة وجون هو الأصل، والواو فيها منقلبة عن الهمزة في لغة من خففتها، قال:
والجون أيضا جمع جونة للآكام، قال القلاخ:
على مصاميد كأمثال الجون قال: والمصاميد مثل المقاحيد وهي الباقيات اللبن.
يقال: ناقة مصماد ومقحاد. والجونة: سليلة مستديرة مغشاة أدما تكون مع العطارين والجمع جون، وهي مذكورة في الهمزة، وكان الفارسي يستحسن ترك الهمزة، وكان يقول في قول الأعشي يصف نساء تصدين للرجال حاليات:
إذا هن نازلن أقرانهن، وكان المصاع بما في الجون ما قاله إلا بطالع سعد، قال: ولذلك ذكرته هنا.
وفي حديثه، صلى الله عليه وسلم: فوجدت ليده بردا وريحا كأنما أخرجها من جونة عطار، الجونة بالضم: التي يعد فيها الطيب ويحرز. ابن الأعرابي: الجونة الفحمة. وغيره: الجونة الخابية مطلية بالقار، قال الأعشي:
فقمنا، ولما يصح ديكنا، إلى جونة عند حدادها ويقال: لا أفعله حتى تبيض جونة القار، هذا إذا أرادت سواده، وجونة القار إذا أردت الخابية، ويقال للخابية جونة، وللدلوا إذا اسودت جونة، وللعرق جون، وأنشد ابن الأعرابي لماتح قال لماتح في البئر:
إن كانت أما كانت أما أمصرت فصرها، إن أمصار الدلو لا يضرها أهي جوين لاقها فبرها، أنت بخير إن وقيت شرها فأجابه:
ودي أوقى خيرها وشهرا قال: معناه على ودي فأضر الصفة وأعلمها 1.
وقوله: أهي جوين، أراد أخي وكان اسمه جوينا، وكل أخ يقال له جوين وجون. سلمة عن الفراء:

(1) قوله " فأضمر الصفة وأعلمها " هكذا في الأصل والتهذيب، ولعل المراد بالصفة حرف الجر ان لم يكن في العبارة تحريف.
(١٠٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 حرف النون فصل الألف 3
2 فصل الباء الموحدة 45
3 فصل التاء المثناة فوقها 71
4 فصل الثاء المثلثة 76
5 فصل الجيم 84
6 فصل الحاء المهملة 104
7 فصل الخاء المعجمة 136
8 فصل الدال المهملة 146
9 فصل الذال المعجمة 171
10 فصل الراء 175
11 فصل الزاي 193
12 فصل السين المهملة 203
13 فصل الشين المعجمة 230
14 فصل الصاد المهملة 244
15 فصل الضاد المعجمة 251
16 فصل الطاء المهملة 263
17 فصل الظاء المعجمة 270
18 فصل العين المهملة 275
19 فصل الغين المعجمة 309
20 فصل الفاء 317
21 فصل القاف 329
22 فصل الكاف 352
23 فصل اللام 372
24 فصل الميم 395
25 فصل النون 426
26 فصل الهاء 430
27 فصل الواو 441
28 فصل الياء المثناة تحتها 455
29 حرف الهاء فصل الهمزة 466
30 فصل الباء الموحدة 475
31 فصل التاء المثناة فوقها 480
32 فصل التاء المثلثة 483
33 فصل الجيم 483
34 فصل الحاء المهملة 487
35 فصل الدال المهملة 487
36 فصل الذال المعجمة 491
37 فصل الراء المهملة 491
38 فصل الزاي 494
39 فصل السين المهملة 494
40 فصل الشين المعجمة 503
41 فصل الصاد المهملة 511
42 فصل الضاد المعجمة 512
43 فصل الطاء المهملة 512
44 فصل العين المهملة 512
45 فصل الغين المعجمة 521
46 فصل الفاء 521
47 فصل القاف 530
48 فصل الكاف 533
49 فصل اللام 538
50 فصل الميم 539
51 فصل النون 546
52 فصل الهاء 551
53 فصل الواو 555
54 فصل الياء المثناة تحتها 564